طبيعته أبعد نقاط المعركة عن الخطر لاحتفاف العدد المخلص في الجهاد يومئذ برسول الله (ص). وليس هذا ببعيد لأنّنا عرفنا من ذوق الصدّيق انّه كان يحب ان يكون إلى جانب رسول الله (ص) في الحرب لأن مركز النبي (ص) هو المركز المصون الذي تتوفر جميع القوى الإسلامية على حراسته والذب عنه.
وخذ حياة الإمام علي (ع) وحياة الصديق وادرسهما فهل تجد في حياة الأول خموداً في الإخلاص أو ضعفاً في الاندفاع نحن التضحية أو ركوناً إلى الدعة والراحة في ساعة الحرب المقدسة. فارجع البصر هل ترى من فطور. ثم ارجع البصر كرتين ينقلب اليك البصر خاسئاً وهو حسير. لأنّه سوف يجد روعة واستماتة في سبل الله لا تفوقها استماتة وشخصاً لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. فيه استعداد للخلود ما خلد محمّد استاذه الأكبر لأنّه نفسه (ص) (١).
ثم حدّثني عن حياة الصديق ( رضي الله تعالى عنه ) أيّام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فهل تجد فيها إلا تخاذلاً وضعفاً في الحياة المبدئية والحياة العسكرية يظهر تارة في التجائه إلى العريش وأخرى في فراره يوم احد وهزيمته في غزوة حنين (٢) وتلكئه عن الواجب حينما أمره رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بالخروج تحت راية اُسامة
__________________
(١) بنص آية المباهلة.
(٢) كما في السيرة الحلبية ج ٣ ص ١٢٣ ، اذا. حصر الثابتين بغيره وأما فرار الفاروق في ذلك اليوم فقد جاء ما يدلّ عليه في صحيح البخاري اذ روى باسناده عمن شهد يوم حنين انّه قال : وانهزم المسلمون وانهزمت معهم فإذا بعمر بن الخطاب في الناس فقلت له : ما شأن الناس ؟ قال : أمر الله. فان هذا يوضح انّ عمر كان بين المنهزمين.