ولا ينبغي ان نترقب دليلاً مادياً أقوى من كلام الزهراء الذي بينا اشعاره إلى هذا المعنى بوضوح لمعاصرتها لتلك الظروف العصيبة. فلا ريب انّها كانت تفهم حوادث تلك الساعة فهما اخص ما يوصف به انّه اقرب إلى واقعها وأكثر اصابة له من دراسة يقوم بها النقاد بعد مئات السنين.
ومن حق البحث ان نسجّل انّ الزهراء هي أوّل من أعلنت ـ ان لم يكن زوجها هو المعلن الأول ـ عن التشكيلات الحزبية للجماعة الحاكمة واتهمتها بالتآمر السياسي ثم تبعها على ذلك جملة من معاصريها كأمير المؤمنين صلوات الله عليه ومعاوية بن ابي سفيان ـ كما عرفنا سابقاً ـ.
ومادام هذا الحزب الذي تجزم بوجوده الزهراء ويشير إليه الإمام ويلمح إليه معاوية هو الذي سيطر على الحكم ومقدرات الأمة وما دامت الاسر الحاكمة بعد ذلك التي وجّهت جميع مرافق الحياة العامّة لخدمتها قد طبقت اصول تلك السياسة وعناصر ذلك المنهج الحزبي الذي دوخ دنيا الإسلام فمن الطبيعي جداً ان لا نرى في التأريخ أو على الأقلّ التاريخ العام صورة واضحة الألوان لذلك الحزب الذي كان يجتهد ابطاله الأوّلون في تلوين أعمالهم باللون الشرعي الخالص الذي هو أبعد ما يكون عن الألوان السياسية والاتفاقات السابقة.
* * *
قالت : ـ
( فوسمتم غير ابلكم ، وأوردتم غير شربكم هذا والعهد قريب. والكلم رحيب ، والجرح لما يندمل ، والرسول لما يقبر ، ابداراً زعمتم خوف الفتنة إلا في الفتنة سقطوا وانّ جهنم لمحيطة بالكافرين.
__________________
عليه عن طريق النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ولا عن طريق الناس وانّما لقب بالامين لمناسبات حزبية خاصة ليس من شأنها تقرير الاوسمة الرسمية.