.................................................................................................
______________________________________________________
فإن كان بينهما ارتباط قبل ذلك : فلا يخلو أن يكون بينهما ارتباط حملي أو لا ؛ فإن كان ارتباطا حمليّا فهو تركيب الإسناد ، وإن كان غير حملي فهو تركيب الإضافة كغلام زيد ، وإن لم يكن بينهما ارتباط قبل ذلك فهو تركيب المزج نحو : بعلبك ومعدي كرب ، والمراد بتركيب المزج : تنزيل عجز المركب منزلة تاء التأنيث.
ثم ذو المزج قسمان : قسم مختوم بلفظ ويه كسيبويه وما شاكله.
وقسم مختوم بغير ذلك كالمثالين المتقدمين.
والعلم الذي هو كنية داخل في قسم المضاف. وإليه الإشارة بقوله : وذو الإضافة كنية وغير كنية. وحكم ما ختم بغير ويه : البناء.
قال الشيخ (١) : «وهو القياس لاختلاط الاسم بالصّوت وصيرورتهما شيئا واحدا ، فعومل معاملة الصّوت فبني ونون إذا نكّر». وذكر أن إعرابه إنما أجازه الجرمي ويظهر من قول المصنف : قد يعرب أن ذلك مسموع.
أما ما ختم بغير ويه ففيه للعرب ثلاثة استعمالات :
أحدها : إعرابه غير منصرف ، وهذا هو الأكثر والأغلب.
ثانيها : إضافة صدره إلى عجزه وهو قليل.
ثالثها : وقد ذكره المصنف في باب ما لا ينصرف (٢) : «تركيب الجزأين وبناؤهما تشبيها بخمسة عشر ، وهو أقلّ ممّا قبله».
قال المصنف (٣) : «وإذا كان المركّب جملة وثاني جزأيها ظاهر ـ فمن العرب من يضيف أوّل الجزأين إلى الثّاني فيقول : جاء برق نحره».
واحترز بقوله : إن كان ظاهرا من مثل تأبط ، فلا يتوهم فيه الإضافة إلى الضمير المستكن.
قال الشيخ : «مقتضى كلام المصنّف انحصار المركّب في الثّلاثة الّتي ذكرها ، ـ
__________________
(١) التذييل والتكميل (٢ / ٣١٥ ، ٣١٦).
(٢) انظر نصه في تسهيل الفوائد (ص ٢٢٢). قال ابن مالك : فصل : قد يضاف صدر المركّب فيتأثر بالعوامل ما لم يعتل ، وللعجز حينئذ ما له لو كان مفردا ، وقد لا يصرف كرب مضافا ، إليه معدي ، وقد يبنى هذا المركب تشبيها بخمسة عشر.
(٣) شرح التسهيل (١ / ١٧٣).