.................................................................................................
______________________________________________________
ونحن بعد هذا نشير إلى أمور :
الأول (١) : ذكر المصنف من الأفعال المنسوبة إلى هذا الباب خمسة عشر فعلا وسيذكر عشرة أفعال أخر معناها معنى صار فيكون المجموع خمسا وعشرين كلمة.
وبقيت أفعال أخر فيها خلاف.
منهم من ألحقها بأفعال هذا الباب ومنهم من لم يلحقها وهو اختيار المصنف وسنذكر ذلك كله بعد إن شاء الله تعالى.
إلا أن وني منهم من لم يجعلها من أفعال الباب.
قال ابن عصفور : «وزاد بعض البغداديين في هذا الباب ما وني لأنّ معناها معنى ما زال وهذا لا يلزم لأنّ الفعل قد يكون بمعنى فعل آخر ولا يكون حكمه كحكمه.
ألا ترى أن ظلّ زيد قائما معناه : أقام زيد قائما النّهار كلّه ولم تجعل العرب لأقام اسما ولا خبرا كما فعلت ذلك في ظلّ ويدل أيضا على أنها ليست من أفعال هذا الباب التزام تنكير الخبر فدلّ على أنه منتصب على الحال» انتهى (٢).
والبيت الذي أنشده المصنف وهو :
٦٨٤ ـ لا يني الخب شيمة الخب ...
فيه تعريف الخبر لكن الشيخ قال : «الّذي يظهر أن شيمة الخبّ منصوب على إسقاط حرف الجرّ لا على أنّه خبر ، التقدير لا يني الخبّ شيمة الخبّ وطبيعته أي لا يفتر عن التّحلّي بها» انتهى (٣).
فجعلها الشيخ فعلا تامّا ولهذا فسرها بلا يفتر ومعنى البيت ينبو عن تخريج الشيخ فالظاهر ما قاله المصنف (٤). ـ
__________________
(١) كلمات الأول والثاني والثالث : لا توجد في نسخة الأصل.
(٢) انظر شرح الجمل لابن عصفور (١ / ٣٦٠) باب الأفعال الداخلة على المبتدأ والخبر بتحقيق فواز الشغار ومراجعة إميل يعقوب.
(٣) التذييل والتكميل (٤ / ١٢٦) وبقية كلامه يقول : ألا ترى أن شيمة الخب لا ينعقد منه والمرفوع قبله مبتدأ وخبر.
(٤) قال محقق التذييل والتكميل (د / سيد تقي) (٢ / ٢٨٨) موضحا ذلك ناصرا ابن مالك على أبي حيان : «بنى الشيخ كلامه على أن الخب الأولى في البيت بفتح الخاء ومعناها المخادع وأن الثانية بكسر الخاء ومعناها الخداع والخبث فيكون المعنى لا يفتر المخادع عن شيمة الخداع ، وعلى هذا التقدير لا ينعقد