[المبتدآت والأخبار التي لا تدخل عليها]
قال ابن مالك : (وكلّها تدخل على المبتدأ إن لم يخبر عنه بجملة طلبيّة ولم يلزم التّصدير أو الحذف أو عدم التّصرّف أو الابتدائية لنفسه أو مصحوب لفظيّ أو معنويّ وندر : وكوني بالمكارم ذكّريني).
______________________________________________________
أما كان : فتغير الدلالة على اقتران مضمون الجملة بالزمان (الماضي) (١) هذا إن لم تكن بمعنى صار وإن كانت بمعنى صار فتفيد ما تفيده صار وسيأتي (٢).
وأما أصبح وأمسى وأضحى : فهي للدلالة على اقتران مضمون الجملة بالزمان الذي يشاركها في الحروف وإن كانت بمعنى صار فمعناها معناها.
وأما ظل : فللدلالة على مصاحبة الصفة للموصوف نهاره كما أن بات لمصاحبته إياه ليله وإن كانت بمعنى صار فمعناهما معناها.
وأما صار : فللدلالة على تحول الموصوف عن صفته التي كان عليها إلى صفة أخرى.
وأما ليس : فلانتفاء الصفة عن الموصوف.
وأما ما دام : فللدلالة على مقارنة الصفة للموصوف في الحال.
وأما ما زال وأخواتها : فللدلالة على ملازمة الصفة للموصوف مذ كان قابلا لها على حسب ما قبله.
وقد قال المصنف : إن معناها الإعلام بلزوم مضمون الجملة في المضي أو في الاستقبال (٣).
قال ناظر الجيش : قال المصنف (٤) : «جرت عادة النحويين بإطلاق القول في كون هذه الأفعال تدخل على المبتدأ فلا يبينون امتناع بعض المبتدآت من دخولها عليها وقد تعرض لذلك بعضهم دون حصر وقد بينت ما أغفلوه من ذلك فإن الحاجة داعية إلى معرفته.
فمن ذلك المبتدأ المخبر عنه بجملة طلبية نحو زيد اضربه وعمرو لا تصحبه وبشر ـ
__________________
(١) ما بين القوسين زيادة من عندنا يتطلبها المقام غير موجودة في النسخ.
(٢) سبق شرحه.
(٣) شرح التسهيل (١ / ٣٣٣).
(٤) شرح التسهيل (١ / ٣٣٥).