والتقدير : شفت غلائل صدورها عبد القيس منها ، ففصل بين المضاف والمضاف إليه ، وقال الآخر :
[٢٦٧] يطفن بحوزيّ المراتع لم ترع |
|
بواديه من قرع القسيّ الكنائن |
______________________________________________________
[٢٦٧] هذا البيت من كلام الطرماح بن حكيم (انظر الديوان ١٦٩) وقد أنشده ابن منظور (ح وز) وابن جني في الخصائص (٢ / ٤٠٦ ط الدار) وابن الناظم في شرح ألفية والده ابن مالك ، وشرحه العيني (٣ / ٤٦٢ بهامش الخزانة) والبيت في وصف بقر الوحش ، وتطفن : أي تدرن حوله ، تقول : طاف الرجل بالقوم ، وطاف عليهم ، وأطاف أيضا : أي استدار ، وأطاف فلان بالأمر ؛ إذا أحاط به ، وأنشد أبو الجراح :
أطفت بها نهارا غير ليل |
|
وألهى ربها طلب الرجال |
وقال أبو خراش :
تطيف عليه الطير وهو ملحب |
|
خلاف البيوت عند محتمل الصرم |
وأصل الحوزي : المتوحد المنفرد ، وأراد به في بيت الشاهد فحل البقر الوحشي الذي يصفه ، والمراتع : جمع مرتع وهو مكان الرتع ، يريد أنه منفرد بهذه الأماكن يرتع فيها ما شاء ، ولم يرع ـ بالبناء للمجهول ـ أي لم يخف ، والقرع : الضرب ، والقسي جمع قوس ، والكنائن : جمع كنانة ، وهي جراب توضع فيه السهام. ومحل الاستشهاد بالبيت قوله «قرع القسي الكنائن» فإن الرواية فيه بنصب «القسي» وجر «الكنائن» فيكون تخريجه على أن قوله «قرع» مصدر مضاف إلى قوله «الكنائن» الذي هو فاعل المصدر ، وقد فصل بين المضاف والمضاف إليه بقوله «القسي» الذي هو مفعول المصدر ونظير ذلك قراءة ابن عامر في الآية ١٣٧ من سورة الأنعام التي تلاها المؤلف (وَكَذلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكاؤُهُمْ) بنصب (أولادَهم) وجر (شركائِهم) على أن (قتل) مصدر مضاف إلى فاعله وهو قوله (شُرَكاؤُهُمْ) وقد فصل بينهما بمفعول المصدر وهو قوله (أَوْلادِهِمْ) ومثل ذلك أيضا قول الشاعر :
عتوا إذ أجبناهم إلى السلم رأفة |
|
فسقناهم سوق البغاث الأجادل |
الرواية فيه بنصب «البغاث» وجر «الأجادل» ومجازها أن قوله «سوق» مصدر مضاف إلى فاعله وهو قوله «الأجادل» وقد فصل بينهما بمفعول المصدر وهو قوله «البغاث» وأصل الكلام : فسقناهم سوق الأجادل البغاث ، ومثله قول عمرو بن كلثوم :
وحلق الماذي والقوانس |
|
فداسهم دوس الحصاد الدائس |
الرواية بنصب «الحصاد» وجر «الدائس» وتخريجها أن «دوس» مصدر مؤكد لعامله وهو مضاف إلى فاعله الذي هو قوله «الدائس» وقد فصل بينهما بمفعول المصدر الذي هو قوله «الحصاد» وأصل الكلام : فداسهم دوس الدائس الحصاد. ونظيره قول أبي جندل الطهوي :
يفركن حب السنبل الكنافج |
|
بالقاع فرك القطن المحالج |
الرواية فيه بنصب «القطن» وجر «المحالج» وتخريجها أن قوله «فرك» مصدر مؤكد لعامله الذي هو قوله «يفركن» وقد أضاف هذا المصدر إلى فاعله الذي هو قوله «المحالج» وفصل بينهما بمفعول المصدر وهو قوله «القطن» وأصل الكلام : فرك المحالج القطن.