في كتاب الكامل : ولعبد الرزاق بن همّام [ هذا شيخ البخاري ] أصناف حديث كثير ، وقد رحل إليه ثقات المسلمين وأئمّتهم وكتبوا عنه ، ولم يروا بحديثه بأساً ، إلاّ أنّهم نسبوه إلىٰ التشيّع ، وقد روىٰ أحاديث في الفضائل ممّا لا يوافقه عليها أحد من الثقات ، فهذا أعظم ما رموه به من روايته لهذه الأحاديث ، ولما رواه في مثالب غيرهم ممّا لم أذكره في كتابي هذا ، وأمّا في باب الصدق فأرجو أنّه لا بأس به ، إلاّ أنّه قد سبق عنه أحاديث في فضائل أهل البيت ومثالب آخرين مناكير (١).
وبترجمة عبد الرحمن بن يوسف بن خراش ـ الحافظ الكبير ـ يقول ابن عدي : سمعت عبدان يقول : وحمل ابن خراش إلى بندار جزئين صنّفهما في مثالب الشيخين فأجازه بألفي درهم.
فأين هذا الكتاب الذي هو في جزئين ؟
قال ابن عدي : فأمّا الحديث فأرجو أنّه لا يتعمّد الكذب (٢).
فالرجل ليس بكاذب ، ولو راجعتم سير أعلام النبلاء للذهبي أو راجعتم تذكرة الحفّاظ للذهبي ، لرأيتم الذهبي ينقل هذا المطلب ، ويتهجّم علىٰ ابن خراش ويشتمه ويسبّه سبّ الذين
__________________
(١) الكامل في الضعفاء ٦ / ٥٤٥.
(٢) الكامل في الضعفاء ٥ / ٥١٩.