البيت من معلقة لبيد بن ربيعة. يتحدث عن الخمرة. يقول : بادرت بحاجتي إلى شربها وقت أصوات الديكة لأشرب منها مرة بعد مرّة ، والبيت شاهد على أن «الدجاج» منصوب على الظرف بتقدير مضافين ، أي : وقت صياح الدجاج ، إذا كانت (باكرت) بمعنى «بكرت» لا ، غالبت البكور. [الخزانة / ٣ / ١٠٤].
(١٨) أقضي اللّبانة لا أفرّط ريبة |
أو أن يلوم بحاجة لوّامها |
البيت للشاعر لبيد بن ربيعة : يقول : أقضي وطري ولا أفرط في طلب بغيتي ولا أدع ريبة إلا أن يلومني لائم. والمعنى : أنه لا يقصر ، لكنه لا يمكنه الاحتراز عن لوم اللوام. والبيت شاهد على أنّ (أن) قد ظهرت بعد (أو) التي بمعنى (إلا أن). [الخزانة / ٨ / ٥٧٦].
(١٩) فإنّا رأينا العرض أحوج ساعة |
إلى الصّون من ريط يمان مسهّم |
البيت من قصيدة لأوس بن حجر ، والعرض : بكسر العين ، هو موضع المدح والذم من الإنسان ، ويدخل فيه الرجل نفسه وآباءه وأجداده ، لأنّ كلّ ذلك مما يمدح به ويذمّ. والمعنى : أنّ العرض يصان عند ترك السّفه في أقل من ساعة ، إذا ملك نفسه ، فكيف لا يصان إذا داوم عليه. والعرض أكثر احتياجا إلى الصّون من الثياب النفيسة ، فإن عرض الرجل أحوج إلى الصيانة عن الدنس من الثوب الموشّى ، وعنى بالساعة : ساعة الغضب والأنفة فإنه كثيرا ما أهلك الحلم وأتلفه وفي المثل «الغضب غول الحلم».
والبيت شاهد على أنه يجب أن يلي أفعل التفضيل إمّا «من» التفضيلية كما في قولهم : زيد أفضل من عمرو ، وإما معموله كما في البيت ، فإنّ ساعة ، ظرف لأحوج. [شرح المفصل / ٢ / ٦١ ، والشذور / ٤١٥ ، والخزانة / ٨ / ٢٦٣].
(٢٠) تمشّي بها الدّرماء تسحب قصبها |
كأن بطن حبلى ذات أونين متئم |
وقبله :
وخيفاء ألقى الليث فيها ذراعه |
فسرّت وساءت كلّ ماش ومصرم |
.. والخيفاء : الروضة... وألقى الليث.. الخ ، أي : مطرت بنوء ذارع الأسد. والماشي : صاحب الماشية ، والمصرم : الذي لا مال له ، لأن الماشي ، يرعيها ماشيته ،