والمصرم : يتلهف على ما يرى من حسنها وليس له ما يرعيها.. والدّرماء : الأرنب ، سميت لتقارب خطوها ، وقصبها : الأصل : المعى ويريد بطنها. يقول : فالأرنب كبر بطنها من أكل الكلأ وسمنت فكأنها حبلى. والأونان : العدلان. يقول : كأنّ عليها عدلين لخروج جنبيها وانتفاخهما.
والبيت الأول شاهد على أنّ (كأن) المخففة إذا وقع بعدها مفرد فاسمها يكون غير ضمير الشأن ، والتقدير : كأن بطنها بطن حبلى. وإنما عدل عن ضمير الشأن ، لأنّ خبره لا يكون إلا جملة. [الخزانة / ١٠ / ٤٠٨].
(٢١) فكلّا أراهم أصبحوا يعقلونه |
صحيحات مال طالعات بمخرم |
هذا البيت من معلقة زهير ، يحكي ما كان بين عبس وذبيان في حرب داحس والغبراء. وهو شاهد على أنه مما اشتغل الفعل فيه بنفس الضمير ، إذ التقدير (يعقلون كلا). [الخزانة / ٣ / ٣].
(٢٢) وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم |
وما هو عنها بالحديث المرجّم |
.. البيت من معلقة زهير. وهو شاهد على أنّ الظرف والجار والمجرور يعمل فيهما ما هو في غاية البعد من العمل ، كحرف النفي والضّمير ، كما في هذا البيت ، فإن قوله (عنها) متعلق بـ (هو) أي : ما حديثي عنها. فقد جعل الضمير كناية عن الحديث الذي هو قول. وقال قوم : إنّ الضمير راجع إلى العلم ، أي : ما العلم عنها بالحديث.. أي : ما الخبر عنها بحديث يرجّم فيه بالظن ، فقوله (هو) كناية عن العلم. [الخزانة / ٨ / ١١٩].
(٢٣) يمينا لنعم السيدان وجدتما |
على كلّ حال من سحيل ومبرم |
البيت لزهير من معلقته ، وهو شاهد على أنه قد يدخل الفعل الناسخ على المخصوص بالمدح أو الذم ، كما في هذا البيت ، وأصله «لنعم السيدان أنتما» فدخل عليه الناسخ (وجد) فصار وجدتما فضمير التثنية نائب الفاعل لوجد ، وهو المفعول الأول له ، وقوله «لنعم السيدان» جواب القسم. والقسم وجوابه في موضع المفعول الثاني لوجد. [الخزانة / ٩ / ٣٨٧] ، والسحيل والمبرم ، كنايتان عن الأمر السهل والشديد.
(٢٤) وكان طوى كشحا على مستكنّة |
فلا هو أبداها ولم يتقدّم |