البيت من قصيدة للفرزدق هجا بها جريرا.. وهو شاهد على أنّ (كان) زائدة بين المتعاطفين ، لا عمل لها ، ولا دلالة على مضيّ. [الأشموني / ١ / ٢٤٠ ، والخزانة / ٩ / ٢١١].
(٣٥) سيّان كسر رغيفه |
أو كسر عظم من عظامه |
.. البيت لأبي محمد اليزيدي ، وهو يحيى بن المبارك بن المغيرة ، كان مؤدّب المأمون ابن الرشيد ، والبيت من قطعة يهجو بها بعض أهل عصره. وهو شاهد على أنّ (أو) فيه بمعنى «الواو». [الخزانة / ١١ / ٧١].
(٣٦) كانت فريضة ما تقول كما |
أنّ الزّناء فريضة الرّجم |
نسبه ابن منظور إلى النابغة الجعدي.. ومحل الشاهد «أن الزناء فريضة الرجم». فإن هذه العبارة مقلوبة ، وأصلها «الرجم فريضة الزنا [الخزانة / ٤ / ٢٦٣ ، و ٩ / ٢٠٣ ، واللسان «زنا»].
(٣٧) كفّاك كفّ لا تليق درهما |
جودا وأخرى تعط بالسيف الدّما |
أنشده ابن منظور ولم ينسبه ، وفلان ما يليق بكفه درهم : من مثال : باع يبيع ، أي : ما يحتبس ، وما يبقى في كفه ، ويقال : ما يليق : مثال أنال ينيل ، أي : ما يحبس وما يبقى درهما أيضا..
والشاهد : «تعط» أراد «تعطي» بالياء لأن الفعل مرفوع لا مجزوم فحذف الياء مجتزئا بالكسرة التي قبلها. [الإنصاف / ٣٨٧ ، واللسان «ليق»].
(٣٨) فأصبحت بعد (خطّ) بهجتها |
كأنّ قفرا رسومها قلما |
أنشده ابن منظور ولم ينسبه. وما أظنّ عربيا قاله. يصف الشاعر الديار بالخلاء وارتحال الأنيس وذهاب المعالم وأصل نظام البيت : فأصبحت بعد بهجتها قفرا كأنّ قلما خطّ رسومها ، ففصل بين أصبح وخبرها : وبين المضاف والمضاف إليه ، وبين الفعل ومفعوله. وبين كأنّ واسمها ، وقدّم خبر كأنّ عليها وعلى اسمها.. فصار البيت أحجية وإليك تفكيك تركيبه :
١ ـ فأصبحت قفرا : قفرا خبر أصبح واسمها مستتر.