والتقدير جلله برد الشتاء مثل الأدم. [الهمع ج ٢ / ٣١ ، والدرر ج ٢ / ٣٩].
(٤١٥) يا دار عبلة بالجواء تكلمي |
وعمي صباحا دار عبلة واسلمي |
لعنترة العبسي. واختلفوا في معنى «عمي» واشتقاقها. وهي كلمة تحية عند العرب يقال : عم صباحا ، وعم مساء ، وعم ظلاما ، وزعم بعضهم أنه يقال : وعم ، يعم ، كوعد يعد ، وذهب قوم إلى أنها من «نعم المطر» إذا كثر ، ونعم البحر إذا كثر زبده كأنه يدعو لها بالسقيا وكثرة الخير. وقال الأصمعي والفراء : إنما هو دعاء بالنعيم والأهل ولم يذكر صاحب الصحاح مادة «وعم» قال : وقولهم «عم صباحا» كأنه محذوف من «نعم ، ينعم» بالكسر. وزعم ابن مالك في التسهيل : أن «عم» فعل أمر غير متصرف.
قال أبو أحمد : لقد رحل علماء اللغة إلى البادية ، فلماذا لم يسألوا أهلها عن معنى هذه الكلمة. ولو فعلوا ، لكانوا أراحونا من عناء هذه التأويلات. والظاهر أنها من «عمّ» ، يعمّ بمعنى شمل ، ثم خففوا التشديد ، ويريدون بالدعاء : أن يعمّ الخير ديار المحبوبة ، أو الديار التي يحييها. والله أعلم.
(٤١٦) عيرات الفعال والحسب العدّ |
إليهم محطوطة الأعكام |
البيت من قصيدة للكميت بن زيد الأسدي ، يمتدح بها آل البيت النبوي ، أولها :
من لقلب متيّم مستهام |
غير ما صبوة ولا أحلام |
والعيرات : بكسر العين وفتح الراء ، جمع عير ، وهي الإبل تحمل الطعام والميرة.
قال : ابن يعيش : وسيبويه ذكره ، عيرات بفتح الأول والثاني في الجمع على لغة هذيل نحو «أخو بيضات» وحكى ذلك عن العرب ، ولا أعرف العير ـ بكسر العين ـ مؤنثا ، إلا أن يكون جمع أعيرة بالتاء ، فإنه يقال للذكر ، من الحمر «عير» والأنثى «عيرة». والبيت ذكره صاحب المفصل شاهدا لفتح عين ما جمع بالألف والتاء ، مما لا تاء فيه. والظاهر أنها جمع «عير» بكسر العين ، وهو جمع لا مفرد له من لفظه. وجمع بالألف والتاء على معنى «القافلة» قال ابن منظور : والعير : مؤنثة : القافلة.
والفعال : بالفتح : الكرم. والعدّ : بالكسر ، الشيء الكثير ، وماله مادة لا تنقطع. والحسب : كرم الرجل.