فأيقنت أنّ الطرف قد قال مرحبا |
وأهلا وسهلا بالحبيب المتيّم |
البيتان لعمر بن أبي ربيعة. وفيهما أن الإشارة نوع من الكلام ، أو أن الكلام قد يكون بالإشارة. [شذور الذهب ، والخزانة ج ١ / ٢٢٦].
(٤٢١) بكلّ قريشيّ عليه مهابة |
سريع إلى داعي النّدى والتّكرّم |
البيت بلا نسبة في سيبويه ج ٢ / ٧٠ ، والإنصاف ص ٣٥٠ ، واللسان (قرش وشرح المفصل ج ٦ / ١١].
والشاهد «قريشيّ» في النسبة إلى قريش ، فلم يحذف الياء فيقول : قرشيّ لأن كون الياء في وسط الكلمة يحصنها من الحذف ، وهو الأصل والقياس ، ولكنهم يغايرون ذلك ويعدلون عنه حين يقولون قرشي.
(٤٢٢) قد أوبيت كلّ ماء فهي صاوية |
مهما تصب أفقا من بارق تشم |
البيت للشاعر ساعدة بن جؤيّة ، من قصيدة رثى بها من أصيب من قومه يوم معيط ، وهو شاعر مخضرم ، وشعره محشوّ بالغريب والمعاني الغامضة ، والبيت في سياق أبيات يذكر فيها أنه لا يخلد حيّ مهما طال أجله ، وتحصّن في الجبال ، وعاش في الفيافي البعيدة. ويضرب أمثلة بالوعول ، وجماعات البقر الوحشي ، والبيت في سياق وصف قطيع من البقر.
وقوله : أوبيت : أي منعت ، أو منعت كلّ ماء ، أي : قطع عنها. وصاوية : يبست من العطش. وفي رواية (طاوية).
وقوله : مهما.. الخ : أي : ناحية من بارق ، أي : من سحاب فيه برق. وتشم : تنظر إليه. والضمير يرجع إلى القطيع ، والإشكال في «مهما» وفيه آراء : الأول : أنها حرف شرط مثل «إن» ـ والثاني : أنها مفعول «تصب» واقفا : ظرف. ومن بارق : تفسير لمهما ، أو متعلق بتصب ، فمعناها التبعيض والمعنى : أيّ شيء تصب في أفق من البوارق تشم. والثالث : مهما : ظرف زمان ، والمعنى : أيّ وقت تصب بارقا من أفق ، فقلب الكلام. أو «في أفق بارقا» فزاد «من» واستعمل «أفقا» ظرفا. [الخزانة ج ٨ / ١٦٣ ، وشرح أبيات مغني اللبيب ج ٥ / ٣٤٥. والهمع ج ٢ / ٥٧ واللسان (أبي)].