وموازنته إلى أن غربت ، وقال ابن مالك ، هو لغة لبعض العرب. قالوا : وهي لغة قضاعة ، وقد أنشد الكسائي البيتين عن بعض قضاعة. [اللسان ـ منن ، والهمع ج ٢ / ٣٤ والدرر ج ٢ / ٣٤].
(٤٣٤) لأجتذبن منهنّ قلبي تحلّما |
على حين يستصبين كلّ حليم |
لم يعرف قائله.
والشاهد «على حين» حين ، ظرف مبهم ، بني على الفتح ؛ لأنه مضاف إلى جملة صدرها مبني ، وهو «يستصبين» المبني على السكون لاتصاله بنون النسوة. والبناء في هذه الحال راجح ، وليس واجبا ، والبناء مرجوح إذا أضيفت الظروف المبهمة ، إلى جملة صدرها معرب. [الهمع ج ١ / ٢١٨ ، والأشموني ج ٢ / ٢٥٦ والدرر ج ١ / ١٨٧].
(٤٣٥) فساغ لي الشّراب وكنت قبلا |
أكاد أغصّ بالماء الحميم |
.. ينسب إلى يزيد بن الصعق ، وإلى عبد الله بن يعرب. وهو في [الهمع ج ١ / ٢١٠ وشرح المفصل ج ٤ / ٨٨ ، وشرح شذور الذهب ، والأشموني ج ٢ / ٢٦٩ ، والعيني ٣ / ٤٣٥ والخزانة ج ١ / ٤٢٦]. ومضى الكلام عليه في حرف التاء (الفرات) حيث يروى بهذه القافية. والماء الحميم ، الماء الحار ، والماء البارد ، من الأضداد. والبيت مع أربعة أبيات ميميّة ، في الخزانة.
(٤٣٦) أبأنا بهم قتلى وما في دمائهم |
وفاء وهنّ الشافيات الحوائم |
البيت للفرزدق من قصيدة مذكورة في المناقضات ، وفيها يذكر مقتل قتيبة بن مسلم الباهلي ويمدح سليمان بن عبد الملك يقول : ليس الشفاء في الدماء التي تهريقها السيوف وإنما الدماء هي الشافيات لأنه لولاها لما سفكت الدماء.
والشاهد في قوله : «الشافيات الحوائم» حيث دخلت الألف واللام على الشافيات التي هي مضافة إلى الحوائم ، لأن الإضافة لفظية ، كما في «الجعد الشعر» والمقصد أن «أل» لا تدخل على المضاف إلا إذا كانت الإضافة لفظية لم تفد تعريفا ، ويكون المضاف مشتقا. قال ابن مالك رحمهالله :
ووصل أل بذا المضاف مغتفر |
إن وصلت بالثان كالجعد الشعر |