السيوطي : منع الأخفش والمبرد وابن السراج ، والأكثرون ، عمل الفعل في مصدرين مؤكدّ ، ومبيّن. ويخرجون الثاني على أنه بدل ، ومن المسموع في ذلك : (وأنشد البيت) ولكن روى الشطر الثاني (وطء المقيّد ثابت القدم). وأتبعه بالقول : ولا يصحّ فيه البدل ، لأن الثاني غير الأول ، فيخرج على إضمار فعل. [الهمع ج ١ / ١٨٨].
هذا ، والبيت الشاهد من سبعة أبيات جاءت في الحماسة ص ٢٠٤ ، ومما تحسن روايته منها قوله ؛ من أولها :
قومي هم قتلوا أميم أخي |
فإذا رميت يصيبني سهمي |
|
فلئن عفوت لأعفون جللا |
ولئن سطوت لأوهنن عظمي |
|
لا تأمنن قوما ظلمتهم |
وبدأتهم بالشّتم والرّغم |
وقوله (أميم) منادى ، مرخم أميمة. وأخي : مفعول قتلوا. فالمنادى معترض بين الفعل والمفعول.
(٥٠٥) وكان طوى كشحا على مستكنّة |
فلا هو أبداها ولم يتجمجم |
لزهير من معلقته.
وقوله : كان طوى : فاعله مستتر يعود على الحصين بن ضمضم في بيت سابق وكان المذكور أبى أن يدخل في الصلح المعقود بين عبس وذبيان ، واستتر فيهم ثم عدا على رجل من عبس فقتله. وجملة طوى : خبر كان ، بتقدير (قد) عند المبرد ، فهو يرى أنّ كان فعل ماض اسمها ضمير حصين ، ولا يخبر عنه إلا باسم ، أو بما ضارعه (مضارع) وخالفه أصحابه في هذا. والكشح : الجنب ، ويريد أضمر في نفسه أمرا. والمستكنة : أي : غدرة مستكنة ، أي مستترة. ولم يتجمجم : أي : لم يدع التقدم فيما أضمر ولم يتردد في إنفاذه.
والشاهد في البيت مجيء خبر كان فعلا ماضيا بدون لفظ «قد». [الخزانة ج ٣ / ١٤ وج ٤ / ٣ ، والهمع ج ١ / ١٤٨ ، وشرح المعلقات].
(٥٠٦) كأنّ فتات العهن في كلّ منزل |
نزلن به حبّ الفنا لم يحطّم |
لزهير من معلقته. والعهن : الصوف ، وحبّ الفنا : ثمر لونه أحمر ، يقال لشجرته عنب