ليس لإقامة الوزن ، وإنما لإرادة عموم نفي من يكلم عرضه ، ولو أنني أردت التعبير بالنثر عن المعنى ، ما اخترت إلا هذا الأسلوب ، وليس في النثر إقامة وزن. [الهمع ج ١ / ١٦٢ وشرح الزوزني].
(٥١٠) أماويّ مهمن يسمعن في صديقه |
أقاويل هذا الناس ماويّ يندم |
هذا يشبه شعر حاتم الطائي ، ولكن لم ينسب له ولا لغيره.
وقوله : أماويّ : منادى مرخم (ماوية) (ومهمن) مركبة من (مه+ من) اسم شرط ، فعله الأول يسمعن ، والثاني يندم ، وماويّ الثانية ، منادى ، وحرف النداء محذوف. وهذا شاهد رواه الكوفيون ، شاهدا لمجئ مهمن ، بمعنى «من» تأييدا للقول بأن مهما مركبه من مه+ ما الشرطية ومن سمع حجة على من لم يسمع. ومما يدلّ على صحته ، أن العامة في خان يونس يقولون : مهمن عملت ما يرضيك ويحذفون الفاء الرابطة وهو جائز واللغة منقولة بالسماع المتوارث. [الخزانة / ٩ / ١٦].
(٥١١) يا دار أقوت بعد أصرامها |
عاما وما يبكيك من عامها |
البيت للطرّماح. والأصرام : جمع الصّرم ، الفرقة من الناس ليسوا بالكثير. يقول : خربت الديار ، وذهب أهلها.
وقوله : وما يبكيك ، يروى : وما يعنيك أي : وما يهمّك. قال النحاس : لم ينصب دارا كما تقول : يا رجلا ركب. لأنه إنما أراد : يا دار ، كما تقول : يا رجل ويا زيد ، ثم أقبل فأخبر عنها ، فقال : أقوت بعد أصرامها ، ولم يجعل أقوت وصفا للدار ، كقولك يا دارا خربت. يريد أن يقول : إنه ناداها باعتبارها نكرة مقصودة ، ولو أنه أراد أيّ دار ، لنصبها ، لأن النكرة غير المقصودة تنصب.
(٥١٢) شمّ مهاوين أبدان الجزور |
مخاميص العشيات لا خور ولا قزم |
منسوب إلى الكميت بن زيد ، وإلى تميم بن أبيّ بن مقبل. والأوصاف في البيت مجرورة لأن البيت الذي قبله كذلك : وهو :
يأوي إلى مجلس باد مكارمهم |
لا مطمعي ظالم فيهم ولا ظلم |
وقوله : يأوي. أي : أقام. وفاعله مستتر. والمجلس : موضع الجلوس ، وأطلق هنا