(٥١٩) من خمر بيسان تخيّرتها |
ترياقة توشك فتر العظام |
البيت لحسان بن ثابت. وقبله :
نشربها صرفا وممزوجة |
ثم نغنّي في بيوت الرّخام |
وبيسان : بلدة كانت حتى سنة ١٩٤٧ م غربي نهر الأردن ، ثم أزيلت وصارت (بيت شآن) فنضب خمرها ، واجتث نخلها ، وتفرق أهلها أيدي سبا. ينسب إلى بيسان التابعي رجاء بن حيوه الكندي ، حيث كانت كندة تسكنها قبل الفتح وبعده ، وينسب إليها القاضي الفاضل وهذان الرجلان كان لهما يد بيضاء في تاريخ الإسلام. فرجاء ، كان سببا في ولاية عمر بن عبد العزيز الخلافة ، لإشارته على سليمان بن عبد الملك بأن يوليه ، فكان وزير صدق ، أخلص للأمة. والقاضي الفاضل : كان وزير صلاح الدين ، وكاتبه ، والناطق بلسانه والمبشر بفتوحاته. حتى قال صلاح الدين لرجال عسكره «ما فتحت البلاد بسيوفكم ولكن بقلم الفاضل».
لقد شهدت بيسان مواطئ أقدام الصحابة الذين فتحوها وطردوا الروم الغرباء منها ، وكانت فيها وبجوارها معارك جهادية ، تمدّ الأجيال بالأمثال. واليوم سنة ١٩٩٣ م يطلب إخوان أبي رغال من لصوص «الأرض أن يرضوا عنهم ، وقلبت الموازين ، فصار اللص مالكا ، والمالك لصّا ، ويعترف للمعتدي بأنه صاحب الحقّ وليس معه حجة ، وتنبذ كلّ الحجج ، والصكوك التي يملكها أصحاب الحقّ. وكلّ هذا يفعله من تزعّم ، أو زعّم ، ليضع كرسي الزعامة فوق أنقاض المجد. وصدق من قال :
ومن أخذ (الزعامة) دون حقّ |
يهون عليه تسليم البلاد |
قف يا قلم. فهذا كتاب نحو وقواعد ، وليس كتاب سياسة ، فمالك تهبع في طريق غير الطريق الذي نهجته للكتاب. لبّيك وسعديك أيها المنادي ، وها أناذا أعود إلى النحو لأقول :
الشاهد في البيت : توشك فتر : حيث جاء خبر توشك اسما مفردا والمشهور أنه يكون خبرها فعلا مضارعا موصولا بأن. قال ابن برى : هذا البيت محرف ، والذي في شعره (تسرع فتر العظام) قال : وهو الصحيح لأن أوشك بابه أن يكون بعده أن والفعل ، وقد تحذف أن بعده ، ولكن يبقي الخبر مضارعا. والله أعلم. [اللسان : بيس ـ وشرح التصريح ١ / ٢٠٤].