خليقة : من : زائدة. وخليقة : اسم تكن. والظرف «عند» متعلق بتكن.
(٥٠) أقول لهم بالشّعب إذ يأسرونني |
ألم تيأسوا أنّي ابن فارس زهدم |
منسوب إلى سحيم بن وثيل اليربوعي ، أو بعض أولاده ، لأن فارس زهدم هو سحيم (وزهدم اسم فرس).
يقول : إنني حين وقعت في أيدي هؤلاء القوم أسيرا وصرت معهم في الشّعب ، قلت لهم : ألم تعلموا أني ابن ذلك الرجل الفارس المشهور ، يخوّفهم بأبيه ، ويتهددهم بأنه لا يمكن أن يبقيه في أيديهم أسيرا..
والشاهد في البيت : «تيأسوا» فإن هذه الكلمة بمعنى «تعلموا» ويؤيد ذلك. أنه روي في مكانه «ألم تعلموا» والأصل أن تكون الروايات المختلفة لفظا بمعنى واحد. وقد استشهد به النحاة على أن «ييأس» في قوله تعالى : (أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشاءُ اللهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً) [الرعد : ٣١]. بمعنى يعلم وبالتالي يدل هذا البيت على أن «أن» في الآية مخففة من الثقيلة لأنها مسبوقة بما يدل على العلم.. و «يئس» بمعنى «علم» لغة النّخع ، وهوازن. [الكشاف ، سورة الرعد].
(٥١) وكنت إذا غمزت قناة قوم |
كسرت كعوبها أو تستقيما |
قاله زياد الأعجم.. غمزت : الغمز : الجسّ. والكعوب : جمع كعب ، وهو طرف الأنبوبة الناشز. أراد : أنه إذا هجا قوما وقال فيهم شعرا لم يترك لهم أديما صحيحا حتى يرجعوا عن معاداته ، وضرب لذلك مثلا : حالة من يثقف الرماح فيجسها بيده ، وما يزال بها حتى تعتدل أو يكسرها.
والشاهد : تستقيما : حيث نصب الفعل المضارع ـ وهو قوله «تستقيم ، بأن المضمرة وجوبا بعد «أو» التي بمعنى «إلّا». ـ ولكن هذا البيت يروى مرفوع القافية مع مجموعة من الأبيات رواها صاحب الأغاني ، حيث ينقض بها زياد الأعجم قصيدة للمغيرة بن حبناء مرفوعة القوافي.. والأصل في روايته بالنصب عن سيبويه وقد رواه سيبويه عمن يثق به منصوبا.. واعتذروا عن سيبويه باعتذارات تبعده عن الوهم.. وقصيدة المغيرة بن حبناء ، مطلعها :
أزياد إنّك والذي أنا عبده |
ما دون آدم من أب لك يعلم |