والشاهد فيه : «ما دامت منغّصة لذاته». نصب «منفصّعة على أنه خبر «ما دام» مقدم. و «لذاته» اسمها مؤخر.. وقد أنكر ابن معطي في ألفيته تقديم خبر «ما دام» على اسمها.. وعدّوا هذا البيت ردا عليه. [الهمع / ١ / ١١٧ ، والأشموني / ١ / ٢٣٢ ، والعيني / ٢ / ٢٠].
(٥٦) لا تقربنّ الدّهر آل مطرّف |
إن ظالما أبدا وإن مظلوما |
من كلام ليلى الأخيلية. وآل مطرّف ، هم قوم ليلى الأخيلية.. تصف قومها بالعزّ والمنعة وتحذر من الإغارة عليهم ـ لأنّ المغير إذا كان ظالما لم يقدر على إيذائهم لشوكتهم. وإن كان مظلوما طالبا لثأر عندهم عجز عن «الانتصاف منهم.. قوله : الدهر : ظرف زمان. والشاهد في الشطر الثاني : حيث حذف كان واسمها بعد إن الشرطية وأبقى خبرها.. وجواب الشرط محذوف في الموضعين. والشواهد على ذلك كثيرة [سيبويه / ١ / ١٣٢ ، والعيني / ٢ / ٤٧ ، والهمع / ١ / ١٢١ ، والحماسة / ١٦٠٩].
(٥٧) ويوما توافينا بوجه مقسّم |
كأن ظبية تعطو إلى وارق السّلم |
قاله باعث بن صريم اليشكري.. ومعنى : توافينا : تجيئنا. وجه مقسّم : جميل مأخوذ من القسام ـ بفتح القاف والسين ، وهو الجمال. تعطو : تمدّ عنقها لتتناول وارق السلم : شجر السلم. يصف امرأة بأن لها وجها جميلا وعنقا كعنق الظبية طويلا.
والشاهد : «كأن ظبية» حيث يروى على ثلاثة أوجه : الأول : نصب ظبية على أنه اسم كأنّ ، وخبرها محذوف. الثاني : رفع «ظبية» على أنه خبر كأن واسمها محذوف. فدلت الروايتان جميعا على أنه إذا خففت «كأن» جاز ذكر اسمها كما يجوز حذفه الثالث. جرّ «ظبية» وتكون الكاف حرف جرّ (وأن) زائدة وظبية مجرور بالكاف [سيبويه / ١ / ٢٨١ ، والإنصاف / ٥٢ ، وشرح المفصل / ٨ / ٧٢ ، والشذور ، والهمع / ١ / ١٤٣ ، والأشموني / ١ / ٢٩٣].
(٥٨) كأنّي من أخبار إنّ ولم يجز |
له أحد في النحو أن يتقدّما |
القائل أحد المتأخرين.. وهو ليس شاهدا نحويا وإنما هو بيان لقاعدة نحوية شبّه حاله بحال خبر (إنّ) إذا لم يكن ظرفا أو جارا ومجرورا ، فإنه لا يتقدم على الاسم ، أما إذا كان ظرفا أو جارا ومجرورا فإنه يتقدم قال تعالى : (إِنَّ لَدَيْنا أَنْكالاً وَجَحِيماً)