البيت لذي الإصبع العدواني ، وهو شاعر جاهلي. ونذكر بعد البيت بيتا ليعرف سبب سوق الشاهد : وهو قوله :
وأنتم معشر زيد على مئة |
فأجمعوا كيدكم طرّا فكيدوني |
فالقصيدة ذات رويّ مكسور ، وجاءت كلمة «أبيين» جمع «أبيّ» مكسورة النون و «أبيين» جمع مذكر سالم ، يرفع بالواو ، وينصب ويجر بالباء ونونه دائما مفتوحة. فما الذي جاء بها مكسورة هنا؟ قال المبرد : إنه جعل جمع المذكر السالم ، كباقي الجموع. تظهر الحركة على آخره. وفي القرآن (إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ) [الحاقة : ٣٦] بالجر بالحركة ، فإن قال قائل إن غسلين مفرد فجوابه أن كل ما كان على بناء الجمع ، فإعرابه إعراب الجمع ، فعشرون تعرب إعراب الجمع وليس لها واحد ، ويقولون : هذه فلسطون ورأيت فلسطين. وهذا القول أجود وعلى هذا فإن إعراب جمع المذكر السالم بالحركة على النون لغة.
وقال ابن جني : إن الكسرة في «أبيين» للضرورة والجمع معرب بالحرف ، فهو مجرور بالياء. [الخزانة ج ٨ / ٦٧ ، والمفضليات برقم ٣١].
(٢٣٠) إنّ عمرا لا خير في اليوم عمرو |
إنّ عمرا مكثّر الأحزان |
أنشد السيوطي البيت شاهدا على الفصل بين حرف الجرّ ، ومجروره بالظرف للضرورة. [الهمع ج ٢ / ٣٧].
(٢٣١) لنعم مؤئلا المولى إذا حذرت |
بأساء ذي البغي واستيلاء ذي الإحن |
غير منسوب. والمولى هنا : الله تعالى ، والبأساء : الشدة. والبغي : الظلم. والإحن : جمع إحنة ، وهي الحقد.
والشاهد : نعم موئلا المولى : نعم فعل جامد ، وفاعله مستتر موئلا تمييز. والمولى : مخصوص بالمدح ، مبتدأ. والجملة المقدمة خبره. [الأشموني ج ٣ / ٣٢].
(٢٣٢) أخي حسبتك إيّاه وقد ملئت |
أرجاء صدرك بالأضغان والإحن |
البيت غير منسوب.
والشاهد (حسبتك إيّاه) حسب : فعل ماض ينصب مفعولين. أولهما الكاف ، والثاني