وهو بعض من المجرور بمن ، ويكون قوله من جمال بني أقيش حالا من ضمير «يقعقع» الراجع إلى جمل المحذوف. وعلى المذهب الأول (من جمال) خبر كأن ، [سيبويه ج ١ / ٣٧٥ ، وشرح المفصل ج ١ / ٦١ ، ج ٣ / ٥٩ ، والأشموني ج ٣ / ٧١ ، والخزانة ج ٥ / ٦٧].
(٢٦٠) ما ترى الدّهر قد أباد معدّا |
وأباد السّراة من عدنان |
لم يعرف قائله. وقد أنشده السيوطي شاهدا على أنّ «أما» مثل «ألا» حرف تنبيه واستفتاح ، وأن «أما» قد تحذف همزتها فيقال «ما» كما في البيت. [الهمع ج ٢ / ٧٠].
(٢٦١) ولو أنّ حيّا فائت الموت فاته |
أخو الحرب فوق القارح العدوان |
البيت للشاعر صخر بن عمرو السلمي. والقارح : الفرس الذي عمره خمس سنين. والعدوان : بفتحات. شديد العدو. وأخو الحرب : ملازمها.
والشاهد فيه وقوع خبر أنّ بعد «لو» اسما ، وهو قوله «فائت الموت» وموقع هذا الشاهد في قصة «لو» فهي تختص بمباشرة «أنّ» نحو (وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا) [البقرة : ١٠٣] واختلفوا في موقع المصدر من أنّ وما دخلت عليه. فقال قوم : مبتدأ ولا يحتاج إلى خبر. وقيل : الخبر محذوف. فقيل يقدّر مقدما أي : لو ثابت كذا وقال آخرون : يقدّر مؤخرا. وقال قوم : إنّ المصدر ، (فاعل) لفعل مقدر تقديره «ثبت» ومن ثمّ قال قوم : يجب أن يكون خبر «أنّ» فعلا ليكون عوضا عن المحذوف ، فردّ بقوله تعالى (وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ) [لقمان : ٢٧] فردّ من قال بضرورة أن يكون الخبر فعلا ، بأنّ ذلك يكون في الخبر المشتق لا الجامد فردّ ابن مالك قول هؤلاء بأنه قد جاء اسما مشتقا ، ومنه البيت. وعدّ صاحب المغني أن من الخبر المشتق قوله تعالى (يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ فِي الْأَعْرابِ.) [الأحزاب : ٢٠]
قال أبو أحمد : إن مثل هذه المناظرة ممتعة ، وتدعو إلى البحث والتفكر ولو لا مثل هذه المناظرات ، لما وقعنا على هذه النصوص التي كانوا يبحثون عنها لتسجيل انتصار في حلبة الصراع النحوي. [الأشموني ج ٤ / ٤٠ ، واللسان (عدا)].
(٢٦٢) يا لأناس أبوا إلّا مثابرة |
على التّوغّل في بغي وعدوان |
البيت غير منسوب. قال الأشموني : قد يحذف المستغاث ، فيلي «يا» المستغاث من