والبيت شاهد على استخدام المثنى بالألف دائما وهو «غايتاها» وحقه «غايتيها» واستخدام الأسماء الخمسة بالألف في قوله «وأبا أباها» وهو في الأصل ، وأبا أبيها. وكان الظاهر أن يقول «بلغا في المجد غايتيه» بضمير المذكر الراجع إلى المجد ، لكنه أنث الضمير لتأويل المجد بالأصالة ، والمراد بالغايتين : الطرفان من شرف الأبوين ، كما يقال : أصيل الطرفين. [شرح أبيات المغني / ١ / ١٩٣ ، وشرح التصريح / ١ / ٦٥ ، وابن عقيل / ١ / ٤٦ ، والهمع / ١ / ٣٩ ، والأشموني / ١ / ٧٠ ، والشذور / ٤٨ ، وشرح المفصل / ١ / ٥٣].
(١١) وكلّ قوم أطاعوا أمر مرشدهم |
إلا نميرا أطاعت أمر غاويها |
|
الظاعنين ولمّا يظعنوا أحدا |
والقائلون ، لمن دار نخلّيها |
لابن حماط العكلي... ونمير : قبيلة. والغاوي : المغوي... أي يخافون عدوهم لقلتهم وذلتهم فيحملهم ذلك على الظعن والهجرة ، ولما يظعنوا أحدا أي : لا يخافهم عدّوهم فيظعن عن داره خوفا.
وقوله : لمن دار نخليها : أي : إذا رحلوا عن دار لم يعرفوا من يحلها بعدهم ، لخوفهم من القبائل طرّا.
والشاهد : نصب الظاعنين ، بإضمار فعل ، ورفع «القائلون» على إضمار مبتدأ ، لما قصد من معنى الذم فيهما ، ولو أراد الوصف لأجراه على ما قبله نعتا له. [سيبويه / ١ / ٢٤٩ ، والإنصاف / ٤٨٠ ، والخزانة / ٥ / ٤٢].
(١٢) فأيّي ما وأيّك كان شرّا |
فسيق إلى المقامة لا يراها |
للعباس بن مرداس. والمقامة : بالضم : المجلس وجماعة الناس : والمراد : أعماه الله حتى صار يقاد إلى مجلسه ـ وجيء بالفاء في قوله : فسيق ؛ لأنه دعاء ، فهو كالأمر في وجوب الفاء.
والشاهد : إفراد (أي) لكل واحد من الاسمين وإخلاصهما له توكيدا والمستعمل إضافتها إليهما معا فيقال : أيّنا ، و «ما» زائدة للتوكيد. وأيّي : مبتدأ ، وأيّك : معطوف عليه ، واسم كان ضمير ، أي : أيّنا ، وشرا : خبره. والجملة خبر المبتدأ. وجملة : لا يراها ، حال من ضمير «سيق» ويروى «فقيد». يدعو على الشرّ منهما ، أي : من كان منّا