شرا أعماه الله في الدنيا ، فلا يبصر حتى يقاد إلى مجلسه [الخزانة / ٤ / ٣٦٧ ، وسيبويه / ١ / ٣٩٩ ، وشرح المفصل / ٢ / ٢٣١].
(١٣) لعمرك ما إن أبو مالك |
بوان ولا بضعيف قواه |
هذا البيت ، للشاعر المتنّخل الهذلي (مالك بن عويمر) شاعر جاهلي.
وقوله : لعمرك : اللام ، لام الابتداء لتوكيد مضمون الجملة. وعمرك : بفتح العين : بمعنى حياتك : مبتدأ خبره محذوف. وأبو مالك : هو أبو الشاعر واسمه عويمر. وان : اسم فاعل من ونى في الأمر ، بمعنى ضعف ، وفتر. يريد : أن أباه كان جلدا شهما لا يكل أمره إلى أحد.
والبيت شاهد على أن الباء تزاد بعد ما النافية المكفوفة بإن اتفاقا وهذا يدل على أنه لا اختصاص لزيادة الباء في خبر ما الحجازية.
والبيت من قطعة يرثي بها أباه ، ومنها بعد البيت الشاهد :
ولكنّه هيّن ليّن |
كعالية الرّمح عرد نساه |
|
إذا سدته سدت مطواعة |
ومهما وكلت إليه كفاه |
|
ألا من ينادي أبا مالك |
أفي أمرنا هو أم في سواه |
|
أبو مالك قاصر فقره |
على نفسه ومشيع غناه |
ومعنى كونه لينا كعالية الرمح ، أنه إذا دعي أجاب كعالية الرمح ، فإنه إذا هزّ الرمح اضطرب ، وانهزّ للينه ، وعرد شديد : والنّسا : عرق في الفخد ، والضمير يعود لأبي مالك. [الخزانة / ٤ / ١٤٦ ، والهمع / ١ / ١٢٧ ، والأشموني / ١ / ٢٥٢ والشعر والشعراء / ٥٥٣ ، وقال : إن الشاعر يرثي أخاه].
(١٤) إذا ما ترعرع فينا الغلام |
فما إن يقال له : من هوه؟ |
والشاهد : هوه : فإذا وقفت على «هو ، وهي» قلت : هو ، وهي ، بإسكان الواو والياء ، و «هوه ، وهيه» بزيادة هاء السكت. وفي القرآن : (وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ) [القارعة : ١٠] وهذا في لغة من فتح الواو والياء في «هو وهي» في الوصل. أما من سكّنها في درج الكلام ، فلا يقف بهاء السكت ، بل بالواو والياء ساكنين ، كما ينّطق بهما كذلك في الدّرج.