وقوله : كما هيا : صفة لخلو ، أي : كعهدها من بكارتها؟ فحذف المضاف إلى الهاء ، ولما كانت الكاف لا تدخل على المضمر المتصل ، جعل مكانه المنفصل ، فصار : كهي ، ثم زادوا «ما» عوضا عن المحذوف.
والشاهد : أن الفاء «فانكح ، زائدة في خبر المبتدأ ، وهو فانكح. ويرى سيبويه أنها غير زائدة والأصل : هذه خولان ، فانكح فتاتهم. ومن جعل الفاء زائدة أجاز في خولان النصب والرفع. كقولك : زيدا فاضربه ، وعلى قول سيبويه. الفاء إما لعطف الإنشاء على الخبر ، وهو جائز فيما له محل من الإعراب ، وإما لربط جواب شرط محذوف ، أي : إذا كان كذلك فانكح. وقال السيرافي الجمل كلها يجوز أن تكون أجوبتها بالفاء ، نحو «زيد أبوك فقم إليه». فإن كونه أباه سبب وعلة للقيام إليه. وكذلك الفاء في «فانكح» يدل على أن وجود هذه القبيلة علة لأن يتزوج منهم ويتقرب إليهم. [شرح أبيات المغني / ٤ / ٣٧ ، وسيبويه / ١ / ٧٠].
(٢٣) كلانا غنيّ عن أخيه حياته |
ونحن إذا متنا أشدّ تغانيا |
لعبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب. ووجد البيت في شعر لحارثة بن بدر وفي قصيدة : لسيّار بن هبيرة. انظر (شرح أبيات المغني ، للبغدادي).
والبيت شاهد على أنّ مراعاة لفظ «كلا» هنا متعين. لأن معناها ، كلّ منا غني عن أخيه ، والضابط : أنه متى نسب إلى كل منهما حكم الآخر بالنسبة إليه ، لا إلى ثالث ، تعيّن الإفراد. [الأشموني / ٢ / ٢٦٠ ، واللسان «غنا» وشرح أبيات المغني / ٤ / ٢٦٦].
(٢٤) لئن كان ما حدّثته اليوم صادقا |
أصم في نهار القيظ ، للشمس باديا |
وهو شاهد على أنّ اللام في «لئن» زائدة. والجواب للشرط ، وقال الفرّاء إنّ الشرط قد يجاب مع تقدم القسم عليه.
وقوله «ما» حدثته : ما : اسم موصول. أي : الكلام الذي حدثته : بالبناء للمجهول. والهاء : عائدة على «ما» وصادقا خبر كان. وأصم : جواب الشرط. وباديا : حال من فاعل : أصم. والجار والمجرور متعلقان بقوله : باديا. [شرح أبيات المغني / ٤ / ٣٧١].
(٢٥) وحلّت سواد القلب لا أنا باغيا |
سواها ولا في حبّها متراخيا |