الصورة. والكثير حذف جواب الشرط. [سيبويه / ١ / ١٩٥ ، والإنصاف / ٧٢ ، والشذور ، والهمع / ٢ / ٦٢ ، والأشموني / ٤ / ٢٥ ، وشرح أبيات المغنى / ٨ / ٦].
(٨٤) وإن أتاه خليل يوم مسغبة |
يقول : لا غائب مالي ولا حرم |
من قصيدة لزهير بن أبي سلمى يمدح فيها هرم بن سنان. والمسغبة : الحاجة والفقر. والحرم : الممنوع.
لا غائب : لا : نافية عاملة عمل ليس ، أو ملغاة. غائب : اسم لا ، أو مبتدأ. مالي : فاعل : سدّ مسدّ الخبر.
الشاهد : «يقول» حيث جاء في جواب إن الشرطية ، وهو مرفوع ، وللعلماء فيه مذهبان : الأول : مذهب سيبويه الذي قال : إن هذا الفعل المرفوع ليس جوابا للشرط السابق ولكنه دليل على الجواب وهو على نية التقديم وإن تأخر في اللفظ فكأنه قال : يقول لا غائب مالي إن أتاه خليل. الثاني : مذهب المبرد والكوفيين : ذهبوا إلى أنه جواب الشرط على تقدير الفاء أي : إن أتاه خليل فهو يقول. وهذا الخلاف إذا كان فعل الشرط ماضيا كما في البيت ، أمّا إذا كان فعل الشرط مضارعا ، فيجب جزم الجواب إلا في ضرورة شعرية قبيحة كما في قول جرير بن عبد الله البجلي.
يا أقرع بن حابس يا أقرع |
إنّك إن يصرع أخوك تصرع |
وشواهد أخرى عند سيبويه. [شرح أبيات المغني / ٦ / ٢٩٠ ، وسيبويه / ١ / ٣٤٦ ، والإنصاف / ٦٢٥ والشذور ، والهمع : ٢ / ٦٠ ، والأشموني / ٤ / ١٧.
(٨٥) ومن يقترب منّا ويخضع نؤوه |
ولا يخش ظلما ما أقام ولا هضما |
غير منسوب.
والشاهد : «ويخضع» بالنصب. حيث جاء بعد الواو منصوبا مع أنه مسبوق بفعل الشرط المجزوم : وجواز النصب عند مجيء الفعل بعد الواو ، على أنها واو المعية ، والفعل منصوب بأن مضرة وجوبا بعد واو المعية. ويجوز فيه الجزم في غير بيت الشعر. فإذا كان العطف على الجواب ، جاز فيه النصب ، والجزم ، والرفع على الاستئناف.
وقد جاء قوله «ولا يخش» مجزوما بالعطف على الجواب [شرح أبيات