الشاهد : شتان ما بين : فإنّ الأصمعي أنكر زيادة (ما) بعد شتان ولكن العلماء قبلوا هذا الأسلوب وخرّجوه على ما أعربنا. [شرح المفصل / ٤ / ٣٧ ، والشذور ، والخزانة / ٦ / ٢٧٥].
(٩١) أظلوم إنّ مصابكم رجلا |
أهدى السّلام تحيّة ظلم |
نسبه بعضهم إلى العرجي ، ونسبه آخرون إلى الحارث بن خالد المخزومي. والاثنان في العصر الأموي. وظلوم : اسم امرأة. وتروى : أظليم بالتصغير و «مصاب» بضم الميم في أوله ، مصدر ميمي بمعنى الإصابة.
والهمزة في قوله : أظلوم : للنداء ـ ظلوم : منادى. مصابكم : اسم إنّ وهو مصدر بمعنى إصابتكم ، ورجلا : مفعول بالمصدر. وأهدى السلام : جملة في موضع نصب على أنه صفة «رجلا». تحية : مفعول لأجله وظلم. خبر إنّ.
والشاهد : مصابكم رجلا : حيث أعمل المصدر الميمي الذي هو مصاب ، عمل الفعل فرفع الفاعل الذي هو ضمير المخاطب ـ المضاف إليه ـ ونصب به المفعول به وهو «رجلا». ولهذا البيت حكاية شهيرة وقعت في مجلس أحد خلفاء بني العباس تدور حول خلاف الحضور حول «مصابكم رجلا» حيث صدحت به المغنية ناصبة فردّها أحد الحاضرين إلى الرفع «مصابكم رجل» وجرى في هذا مناظرة في حضرة الخليفة. وهي قصة جميلة ، فيها فوائد جليلة من النواحي التاريخية والأدبية واللغوية ، فلا تحرم نفسك من الاستمتاع بها. وهي موجودة في معجم الأدباء في ترجمة أبي عثمان المازني. وفي كتاب «شرح أبيات المغنى» روايات متعددة منها (ج ٧ / ١٥٨) ، وانظر «الشذور ، والعيني / ٢ / ٥٠٢ والتصريح / ٢ / ٦٤ ، والهمع / ٢ / ٩٤ ، والأشموني / ٢ / ٢٨٨].
(٩٢) قضى كلّ ذي دين فوفّى غريمه |
وعزّة ممطول معنّى غريمها |
من شعر كثير بن عبد الرحمن المعروف بكثير عزّة.
وقضى : فعل ماض. كلّ : فاعل. ذي : مضاف إليه مجرور بالياء نيابة عن الكسرة لأنه من الأسماء الستة. وفّى : فعل ماض ، وفاعله مستتر ، وغريمه : مفعول به.
وعزّة : الواو للحال عزّة : مبتدأ. ممطول خبر المبتدأ. والجملة حالية و «معنّى» : خبر ثان ، غريمها : نائب فاعل تنازعه كل من العاملين. ممطول ، و «معنّى». وهو موطن