وبني على حركة كراهة الجمع بين ساكنين ، وأما تخصصه بالضم ، فقال المبرد (١) : (حملا لها على «قبل» و «بعد» من حيث صلح للاثنين والجمع كما صلح «قبل» و «بعد» للشيء والشيئين) ، وقال الزجاج (٢) : (لأنها اسم جماعة ، ومن علامات الجمع الواو والضم من مخرج الواو) وقال الأخفش الصغير (٣) : (لأنها ضمير مرفوع ومن علامات الرفع الضمة ، وقال قطرب (٤) أصلها نحن بضم الحاء فنقلت إلى النون ، وقال ثعلب :تشبيها للهاء (بحيث).
المرتبة الثانية : (أنت) بفتح التاء للمفرد المذكر وبكسرها للمفردة المؤنثة ، والألف والنون عند البصريين ضميران ، والتاء حرف خطاب ، وابن [و ٧٧] كيسان جعلها الضمير وحدها وما قبلها دعامة ، والكوفيون (٥) جعلوه ضميرا كله ، وإنما خصّ المذكر بالفتحة ، لأن الكسرة من علامات التأنيث فأعطي كل شيء ما يليق به ، ولم يضم المذكر ، لأن المتكلم قد استبد به ، و (أنتما) للمثنى منهما والضمير الهمزة والنون على الأصح ، والتاء والميم حروف ، وزاد بعضهم التاء معهما ، وبعضهم الألف التي بعد الميم معهن ، وإنما ضمت التاء لأنها لو فتحت التبست (ما) بالزائدة ، في مثل (أنتما) و (أنتم) لجماعة المذكرين والضمير الهمزة ، والنون على الأصح ، والتاء والميم حروف ، وزاد بعضهم التاء ، و (أنتن) لجماعة النساء ، والهمزة والنون
__________________
(١) ينظر المقتضب ٤ / ٢٧٩ ، وشرح المفصل لابن يعيش ٣ / ٩٤.
(٢) ينظر رأي الزجاج في شرح المفصل لابن يعيش ٣ / ٣٩ ، والهمع ١ / ٢٠٨.
(٣) ينظر رأي الأخفش الأصغر في شرح المفصل لابن يعيش ٣ / ٩٤ ، والهمع ١ / ٢٠٨.
(٤) ينظر شرح المفصل لابن يعيش ٣ / ٩٤.
(٥) ينظر آراء هؤلاء النحويين في شرح الرضي ٢ / ١٠ ، ١٢ ، وشرح المفصل ٣ / ٩٥ ، وينظر الإنصاف ٢ / ٦٧٧ ، مسألة رقم ٩٦ (الحروف التي وضع عليها الاسم في هو وهي) والهمع ١ / ٢٠٨ وما بعدها.