العامة. وقد ينجذب إليها بعض من لم يفقه الفرق بين القاعدة الدائرة على كثرة الأفواه ، بل على كثيرها الأكثر ، والقاعدة التي لم يرد فيها الا شاهد واحد ، مما قد يؤول إلى اضطراب شديد في الألسنة» (١) ، ولا يهمنا أن يطعن بعضهم على البصريين تشددهم في النقل والقياس ، وأن يحمد للكوفيين أنهم كانوا أدق من البصريين في فقه طبيعة العربية.
نقول إنه لا يهمنا كل ذلك ، لأن الهدف من دراستنا إنما كان ولا يزال البحث عن أفضل الطرق لتيسير النحو على طلابه من أبناء العروبة وغيرهم. ولقد كان في موقف الأخفش والكوفيين شيء من تطلع إلى التجديد ارادوا التعبير عنه بمقاييس عصرهم فحالفهم الصواب في أمور ، وجانبهم في أخرى. ولعل من الممكن اتخاذ بعض ما التمع في ثنايا بحثهم نقاط انطلاق تساعد على تحقيق هدفنا الأخير ، وهو بالضبط ما حاولنا الكشف عنه في أثناء هذا الكتاب ، بعيدا عن أية غاية أخرى.
__________________
(١) المدارس النحوية ، ص ١٦٢.