ثالثا ـ بصيغة المتعدي بالهمزة بمعنى اللازم (أنبت) ، والوجه فيها كما في صيغة المتعدي الرباعي (١).
وإذا نحن استثنينا الصيغة الأولى ـ صيغة الفعل اللازم ـ لأن ليس فيها وجه لزيادة (الباء) ، ولأن في أول الآية ما يدل على الظهور الذي يفيده الفعل (نبت) الثلاثي ، أو (أنبت) الرباعي اللازم ، وهو قوله : (وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ) ، ثم استثنينا الصيغة الأخيرة ، صيغة الرباعي اللازم ، لأن تخريج الحالية فيها ـ وهو على غرار (خرج زيد بثيابه) ـ ليس واردا في حساب الأخفش ، لم يبق أمامنا سوى التخريج الثاني من الصيغة الثانية.
بقي أنه لم يقع في حساب الأخفش أن يكون الفعل اللازم (أنبت المكان) مما يميّز بواسطة (الباء) كما في قولنا «امتلأت الخزاتة كتبا ـ أو بالكتب» ، وأنه من الممكن القول «أنبت المكان بالقمح» بدلا من أنبت المكان قمحا» باعتبار (القمح) في هذه الصيغة تمييزا لا مفعولا ، وأن تكون هذه (الباء) دالة على وفرة المحصول ، وهي لطيفة معنوية لا توفرها صيغة التمييز العادية.
__________________
(١) املاء ما منّ به الرحمن ، ٢ / ٨١.