باب الهمزة (١)
الألف :
تأتي :
١ ـ ضميرا متّصلا في الأفعال مبنيّا على السكون ، في محل رفع فاعل إذا كان الفعل مبنيا للمعلوم ، نحو : «الولدان يطالعان» ، («يطالعان» : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة ، والألف ضمير متصل مبنيّ على السكون في محل رفع فاعل ، وجملة «يطالعان» في محل رفع خبر «الولدان») ، وفي محل رفع نائب فاعل إذا كان الفعل للمجهول ، نحو : «المجتهدان
__________________
(١) أغلب الظن أن الألف كانت تطلق في الأصل على ما يسمّى اليوم همزة ، لا على ما ندعوه اليوم الفتحة الطويلة أو المشبّعة ، كما في نحو : «قال» ، وأنّ الفتحة الطويلة أو ألف المد ، لم يكن لها ، كبقية الحركات القصيرة والطويلة ، علامة كتابيّة. ويدعم ظنّنا أمران :
١ ـ إن قيم الأصوات العربية ، يعبّر عنها دائما بصدر أسمائها ، فالاسم «جيم» مثلا يعبّر صدره ، وهو : ب ، عن الصوت : ب ، وكذلك الاسم «ألف» يعبر صدره صوتيا عمّا سمّي أخيرا الهمزة (ء).
٢ ـ إن الرمز الأول للأبجديّة العربيّة ، حسب الترتيب القديم : أبجد ، هوز ، حطي .. ، هو الألف رسما ولكنه الهمزة نطقا ، وعند ما وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي رموز الفتح والضم والكسر والتسكين ، (هي غير نقاط أبي الأسود الدؤلي الدالة على الحركات) ، استعمل الألف للدلالة على علامة المد ، أو الفتحة المشبعة ، فأصبحت الألف ، والحالة هذه ، تدل على ما يسمّى بالهمزة ، وعلى الفتحة الطويلة في الوقت نفسه ، ممّا اضطرّه لابتكار علامة مميّزة للهمزة ، هي شكل رأس عين صغيرة ، (وذلك لقرب مخرج الهمزة من مخرج العين ، على ما يروى).
وبناء عليه ، نرى أنّ الأصح قراءة الحرف الأول من الألفباء ، همزة لا ألفا ، وذلك لسببين هما :
١ ـ إن كان الحرف الأوّل ألفا ، لا يبقى هناك رمز للهمزة في الألفباء العربية.
٢ ـ إن الألف ، رمز إليها بالعلامة (ا) ، وبما أنه يستحيل البدء بها ، أو نطقها منفردة ، ألصقت باللام ، وأصبحت لام ألف (لا) ، وليس في العربية صوت منفرد يرمز إليه بـ «لا».
وعليه لا نرى فائدة في تسمية اللغويّين الألف ألفا ليّنة ، والهمزة ألفا يابسة. كل ما هنالك ألف وهمزة ، والهمزة هذه قسمان : همزة قطع وهي التي ينطق بها أينما وقعت ، وهمزة وصل وهي التي لا ينطق بها إلا إذا وقعت في أول الكلام. وعند ما نقول همزة بالإطلاق في معجمنا هذا فإننا نعني همزة القطع.