٢ ـ المجاز العقلي في قوله : «آثم قلبه» فقد أسند الإثم الى القلب ، والمقصود الإنسان كله لا قلبه وحده لسر عجيب ، وهو أن القلب بمثابة الرأس للأعضاء ، وهو المضغة التي إن صلحت صلح الجسد كله ، وقد تعلق الشعراء بأذيال هذه البلاغة وحسبنا أن نذكر تلفت القلب في قول الشريف الرضي البديع :
ولقد وفقت على ديارهم |
|
وطلولها بيد البلى نهب |
وبكيت حتى ضجّ من لغب |
|
نضوي ولج بعذلي الركب |
وتلفتت عيني فمذ خفيت |
|
عني الطلول تلفت القلب |
وصرح دعبل الخزاعي بجناية القلب والطرف بقوله :
أين الشباب وأية سلكا |
|
لا أين يطلب ضلّ بل هلكا |
لا تأخذا بظلامتي أحدا |
|
قلبي وطرفي في دمي اشتركا |
لا تعجبي يا سلم من رجل |
|
ضحك المشيب برأسه فبكى |
(لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢٨٤) آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقالُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (٢٨٥) لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَها لَها ما كَسَبَتْ