الاعراب :
(إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ) كلام مستأنف مسوق لتطمين رسول الله صلى الله عليه وسلم بذكر الأنبياء الذين بعثهم الله الى البشر قبله ؛ وإن واسمها ، وجملة أوحينا خبر ، وإليك جار ومجرور متعلقان بأوحينا ، والكاف نعت لمصدر محذوف أي إيحاء مثل إيحائنا ، و «ما» تحتمل أن تكون مصدرية فتكون مع ما بعدها مصدرا مؤولا في محل جر بالإضافة ، كوحينا وأن تكون اسم موصول بمعنى الذي والعائد محذوف ، أي كالذي أوحيناه الى نوح ، وجملة أوحينا لا محل لها لأنها صلة الموصول. والى نوح جار ومجرور متعلقان بأوحينا ، والنبيين عطف على نوح ، ومن بعده متعلقان بمحذوف حال. وبدأ بذكر نوح لأنه أقدم نبي مرسل ذكر في كتب القوم.
وإنما تنهض الحجة دليلا على الناس إذا كانت مقدماتها معروفة عندهم ، ثم خص بعض النبيين بالذكر فقال : (وَأَوْحَيْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَعِيسى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهارُونَ وَسُلَيْمانَ) الواو عاطفة ، وأوحينا فعل وفاعل ، والى ابراهيم متعلقان بأوحينا ، وما بعده من أسماء النبيين معطوفة عليه (وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً) آتينا فعل وفاعل ، داود مفعول به أول ، وزبورا مفعول به ثان (وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ) رسلا مفعول به لفعل محذوف معطوف على أوحينا تقديره وآتينا ، وجملة قد قصصناهم صفة ، وعليك متعلقان بقصصنا ، ومن قبل متعلقان بمحذوف حال (وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ) عطف على ما تقدم (وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيماً) الواو عاطفة وكلّم الله فعل وفاعل ، وموسى مفعول به ، وتكليما مفعول مطلق مؤكد لرفع احتمال المجاز. قال الفراء : العرب تسمي ما وصل الى الإنسان كلاما