بأي طريق وصل ، ما لم يؤكد بالمصدر ، فإن أكد به لم يكن إلا حقيقة (رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ) رسلا بدل من «رسلا» قبله أو منصوب على المدح ، ومبشرين صفة ، ومنذرين عطف على مبشرين (لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ) هذه اللام لام «كي» وتتعلق بمنذرين أو بمبشرين ، فالمسألة من باب التنازع ، وسيأني ذكره في باب الفوائد ، ويجوز أن تتعلق اللام بمحذوف أي : أرسلناهم لذلك ، وأن حرف ناصب ولا نافية ، ويكون فعل مضارع ناقص منصوب بأن وللناس متعلقان بمحذوف خبر مقدم ، وعلى الله متعلقان بمحذوف حال ، وحجة اسم يكون المؤخر ، وبعد الرسل ظرف زمان متعلق بمعنى النفي ، أي :
لتنتفي حجتهم واعتذارهم بعد إرسال الرسل. (وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً) تقدم إعرابه كثيرا.
الفوائد :
١ ـ جميع أسماء الأنبياء ممنوعة من الصرف ما عدا ستة يجمعها قولك : «صن شمله» وهي : صالح ونوح وشعيب ومحمد ولوط وهود ، وتمنع من الصرف للعلمية والعجمة. والمراد بالعجميّ ما نقل عن لسان غير العرب بأي لغة كانت ، وتعرف عجمة الاسم بوجوه :
١ ـ نقل الأئمة. ٢ ـ خروج الاسم عن أوزان الأسماء العربية كإبراهيم. ٣ ـ أن يكون رباعيا أو خماسيا خاليا من حروف الذّلاقة ، وحروف الذّلاقة ستة : وهي الميم والرّاء والباء الموحّدة والنون والفاء واللام ويجمعها : (مر بنفل). ٤ ـ أن يجتمع فيه من الحروف ما لا يجتمع في كلام العرب ، كالجيم والقاف بفاصل نحو : جرموق وبغير فاصل نحو : قج وجقّة ، والصاد والجيم نحو :