وناصرة ونصورية : قرية بالشام ، والنصارى منسوبون إليها ، قال ابن سيده : هذا قول أهل اللغة ، قال : وهو ضعيف ، إلا أن نادر النسب يسعه. قال : وأما سيبويه فقال : أما نصارى فذهب الخليل الى أن جمع نصري ونصران ، كما قالوا : ندمان وندامى ، ولكنهم حذفوا إحدى الياءين ، كما حذفوا من أثفيّة ، وأبدلوا مكانها ألفا ، كما قالوا : صحارى. قال : وأما الذين نوجهه نحن عليه فإنه جاء على نصران لأنه قد تكلم به ، فكأنك جمعت نصرا كما جمعت مسمعا وقلت نصارى كما قلت ندامى.
(أغرينا) : ألصقنا وألزمنا ، وهي من غري بالشيء إذا لزمه ولصق به ، ومعنى الغراء الذي يلصق به ، والغراء مثل كتاب ، وفي المصباح : غري بالشيء غريا من باب تعب أولع به من حيث لا يحمله عليه حامل ، وأغريته به إغراء فأغري به بالبناء للمفعول ، والاسم الغراء بالفتح والمد والغراء مثل كتاب : ما يلصق به ، معمول من الجلود ، وقد يعمل من السمك.
والغرا مثل العصا : لغة فيه ، وغروت الجلد أغروه من باب عدا :ألصقته بالغراء ، وأغريت بين القوم : مثل أفسدت وزنا ومعنى ، وغروت غروا من باب قتل : عجبت ، ولا غرو : ولا عجب.
الاعراب :
(وَمِنَ الَّذِينَ قالُوا : إِنَّا نَصارى أَخَذْنا مِيثاقَهُمْ) كلام مستأنف مسوق للحديث عن النصارى. والجار والمجرور متعلقان بأخذنا ، وجملة قالوا لا محل لها لأنها صلة الموصول ، وإن واسمها ، ونصارى خبرها ، وجملة أخذنا مستأنفة كما تقدم ، وميثاقهم مفعول به ، وجملة إنا نصارى مقول القول. وهناك أوجه أخرى تراها في باب الفوائد.
(فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ) الفاء عاطفة ، ونسوا عطف على أخذنا ، والواو فاعل ، وحظا مفعول به ، ومما متعلقان بمحذوف صفة لـ «حظا» ،