كناطح صخرة يوما ليوهنها |
|
فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل |
فقد تم المثل بقوله : وأوهى قرنه ، فلما احتاج الى القافية قال :«الوعل». قلت : وكيف صار الوعل مفضلا على كل ما ينطح؟قال : لأنه ينحطّ من قنّة الجبل على قرنه فلا يضيره. قلت : ثمّ نحو من؟ قال : نحو ذي الرمة بقوله :
قف العيس في أطلال ميّة واسأل |
|
رسوما كأخلاق الرّداء المسلسل |
فتم كلامه ، ثم احتاج الى القافية فقال : المسلسل ، فزاد شيئا. وقوله :
أظن الذي يجدي عليك سؤالها |
|
دموعا كتبديد الجمان المفصّل |
فتمّم كلامه ، ثم احتاج الى القافية ، فقال : «المفصل» ، فزاد شيئا أيضا. وليس بين الناس اختلاف في أن امرأ القيس أول من ابتكر هذا المعنى بقوله يصف الفرس :
إذا ماجرى شأوين وابتل عطفه |
|
تقول : هزيز الريح مرت بأثأب |
فبالغ في صفته وجعله على هذه الصفة بعد أن يجري شأوين ، ويبتل عطفه بالعرق ، ثم زاد «الأثأب» إيغالا في صفته ، وهو شجر للريح في أضعاف غصونه حفيف عظيم وشدّة صوت. وأتبعه زهير ابن أبي سلمى فقال :
كأن فتات العهن في كل منزل |
|
نزلن به حبّ الفنا لم يحطّم |