(لَبِئْسَ ما كانُوا يَفْعَلُونَ) اللام جواب قسم محذوف ، وبئس فعل ماض جامد لإنشاء الذم ، وما نكرة تامة في محل نصب تمييز ، أو موصولة فهي في محل رفع فاعل ، أي : الذي فعلوه ، وجملة كانوا صفة لما ، أو لا محل لها لأنها صلة الموصول ، وجملة يفعلون في محل نصب خبر كانوا.
البلاغة :
انطوى توبيخ اليهود على الإخبار بأمرين غاية في القبح والسماجة ، أولهما : ما كانوا يجترحونه من المناكر ، والثاني صدوفهم عن التناهي عن هذه المناكر ، وعدم الجنوح إليها في المستقبل ، وقد دل على ذلك قوله تعالى : «فعلوه» ، فلولا ذكرها لتوهّم متوهم أن النهي عن المنكر عند استحقاق النهي عنه والإشراف على تعاطيه ، فانتظم ذكرها الأمرين معا بوجه بليغ وأسلوب رفيع ، هو الذروة في البلاغة. وليس المراد بالتناهي أن ينهى كل واحد منهم الآخر عما يجترحه من المنكر ، كما هو المتبادر والمشهور لصيغة التفاعل ، بل المراد مجرد صدور النهي عن أشخاص متعددة ، من غير اعتبار أن يكون كل واحد ناهيا ومنهيّا ، فكان الإخلال بالتناهي بعد الأمر به معصية.
الفوائد :
القاعدة تقول : إن كل جزأين مفردين من صاحبيهما إذا أضيفا الى كليهما من غير تفريق جاز فيهما ثلاثة أوجه :
١ ـ لفظ الجمع تقول : قطعت رؤوس الكبشين.