أفاض عليهم من النعم التي تستوجب الشكر ، ولكنهم لم يقابلوها بما يستوجب ، واللام جواب قسم محذوف ، وقد حرف تحقيق ، ومكناهم فعل ماض وفاعل ، وفي الأرض جار ومجرور متعلقان بمكناهم ، وجعلنا فعل وفاعل ، ولكم جار ومجرور متعلقان بمحذوف مفعول جعلنا الأول ، ومعايش مفعول جعلنا الثاني ، وفيها جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال (قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ) قليلا نعت لمصدر محذوف أو لظرف محذوف ، وقد تقدمت نظائره. وما زائدة لتأكيد القلة ، وتشكرون فعل مضارع مرفوع وفاعل ، والجملة حالية أو مستأنفة.
الفوائد :
١ ـ التضمين :
هو إشراب لفظ معنى لفظ ، فيعطى حكمه ، ويسمى ذلك تضمينا.
وفائدته أن تؤدي كلمة مؤدّى كلمتين. هذا ما قاله ابن هشام ، واستشهد على ذلك بقول الزمخشري «ألا ترى كيف رجع معنى «ولا تعد عيناك عنهم» إلى قولك : ولا تقتحم عيناك مجاوزين الى غيرهم ، «ولا تأكلوا أموالهم الى أموالكم» أي : ولا تضموها إليها آكلين». وواضح أن هذا ثراء لفظي ، يزيد في مرونة لغتنا ، وسعة تصرفها ، ولهذا آثرناه بالإشارة.
رأي ابن جنّي :
وقال ابن جني في الخصائص : «إن العرب قد تتوسع فتوقع أحد الحرفين موقع الآخر ، إيذانا بأن هذا الفعل في معنى ذلك الآخر