شجر بين المتكلمين خلاف نلمح إليه لطرافته ، فقد ذهب الأشاعرة ـ وهم من أهل السنة ـ إلى أنه الموجود ليس إلّا ، وخالفهم المعتزلة بأنه الذي يصح وجوده ، فشمل المعدوم. ولكن الفريقين اتفقا على خروج المستحيل من مفهومه. والمفهوم اللغوي أنه لا يتناوله ، قال أبو الطيب المتنبي :
وضاقت الأرض حتى كاد هاربهم |
|
إذا رأى غير شيء ظنّه رجلا |
الاعراب :
(قُلْ : أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً) كلام مستأنف مسوق للردّ على من طلبوا من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يريهم من يشهد له بأنه رسول الله. وقل فعل أمر وفاعله ضمير مستتر تقديره أنت ، وأي شيء مبتدأ ، وأكبر خبر ، وشهادة تمييز محوّل عن المبتدأ ، والجملة في محل نصب مقول القول (قُلِ : اللهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) الجملة مستأنفة مسوقة لتهيئة الرد عليهم ، والله مبتدأ ، وشهيد خبره ، والظرفان متعلقان بشهيد ، والجملة في محل نصب مقول القول.
وإذا كان الله هو الشهيد بينهم وبينه فهو أكبر شهادة (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ) الواو عاطفة أو استئنافية ، وأوحي فعل ماض مبني للمجهول ، وإلى جار ومجرور متعلقان بأوحي ، وهذا اسم إشارة في محل رفع نائب فاعل أوحي ، والقرآن بدل من اسم الاشارة ، والجملة معطوفة أو مستأنفة بمثابة التعليل ، والمعنى أن شهادة الله لي بأني رسوله كافية في نزول هذا القرآن ، واللام للتعليل ،