حقيقة أمرهم في ذلك الوقت تزداد يقينا. ويجوز أن تكون بصرية ومفعولها محذوف ، أي : لو ترى أحوالهم وتعاينها عن كثب. وإذ ظرف لما مضى من الزمن متعلق بتري ، وجملة وقفوا في محل جر بالاضافة ، والواو نائب فاعل ، وعلى النار جار ومجرور متعلقان بوقفوا (فَقالُوا : يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) الفاء حرف عطف ، وقالوا عطف على وقفوا ، ويا حرف نداء ، والمنادى محذوف ، أو هي لمجرد التنبيه ، وليت واسمها ، وجملة نرد خبرها ، والواو للمعية ، ولا نافية ، ونكذب فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد واو المعية ، وأن وما بعدها في تأويل مصدر معطوف على مصدر متوهم ، والتقدير : يا ليتنا لنا رد وانتفاء تكذيب والكون من المؤمنين ، وجملة التمني في محل نصب مقول القول ، ولأبي جعفر الطبري كلام مطوّل حول قراءة «ولا نكذب» بالرفع ، وانتهى الى ترجيحها على قراءة النصب ، وهو مجرّد تعسف. والواو حرف عطف ، ونكون عطف على نكذب ، واسم نكون مستتر تقديره نحن ، ومن المؤمنين خبرها.
البلاغة :
في هذه الآية فنان جميلان :
١ ـ الجناس بين ينهون وينأون ، وهو جناس التصريف الذي هو اختلاف صيغة الكلمتين بإبدال حرف من حرف أو من قريب من مخرجه ، سواء أكان الإبدال في الأول أم في الوسط أم في الآخر ، ومن طربف هذا التجنيس في الشعر قول البحتري :