الأئمّة من علماء الشيعة ينفون التحريف
إنّ المشهور بين علماء الشيعة ومحققيهم ، والمتسالم عليه بينهم ، هو القول بعدم التحريف في القرآن الكريم ، وقد نصّوا علىٰ أنّ الذي بين الدفّتين هو جميع القرآن المُنْزَل علىٰ النبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم دون زيادة أو نقصان ، ومن الواضح أنّه لا يجوز إسناد عقيدةٍ أو قولٍ إلىٰ طائفةٍ من الطوائف إلّا علىٰ ضوء كلمات أكابر علماء تلك الطائفة ، وباعتماد مصادرها المعتبرة ، وفيما يلي نقدّم نماذج من أقوال أئمة الشيعة الإمامية منذ القرون الاُولىٰ وإلىٰ الآن ، لتتّضح عقيدتهم في هذه المسألة بشكل جلي :
١ ـ يقول الإمام الشيخ الصدوق ، محمّد بن علي بن بابويه القمي ، المتوفّىٰ سنة ٣٨١ ه في كتاب ( الاعتقادات ) : « اعتقادنا أنّ القرآن الذي أنزله الله علىٰ نبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم هو ما بين الدفّتين ، وهو ما في أيدي الناس ، ليس بأكثر من ذلك ، ومبلغ سوره عند الناس مائة وأربع عشرة سورة.. ومن نسب إلينا أنّا نقول إنّه أكثر من ذلك فهو كاذب » (١).
٢ ـ ويقول الإمام الشيخ المفيد ، محمّد بن محمّد بن النعمان ، المتوفّىٰ سنة ٤١٣ ه في ( أوائل المقالات ) : « قال جماعة من أهل الإمامة : إنّه لم ينقص من كَلِمة ولا من آية ولا من سورة ، ولكن حُذِف ما كان مثبتاً في
______________________
(١) الاعتقادات : ٩٣.