الأزمان ، ولا عبرة بالنادر ، وما ورد في أخبار النقيصة تمنع البديهة من العمل بظاهرها ، ولا سيّما ما فيه نقص ثلث القرآن أو كثير منه ، فانّه لو كان كذلك لتواتر نقله ، لتوفّر الدواعي عليه ، ولاتّخذه غير أهل الاسلام من أعظم المطاعن علىٰ الاسلام وأهله ، ثمّ كيف يكون ذلك وكانوا شديدي المحافظة علىٰ ضبط آياته وحروفه » (١) ؟!.
٩ ـ ويقول الإمام المجاهد السيد محمد الطباطبائي ، المتوفّىٰ سنة ١٢٤٢ ه في ( مفاتيح الاصول ) : « لا خلاف أنّ كل ما هو من القرآن يجب أن يكون متواتراً في أصله وأجزائه ، وأمّا في محلّه ووضعه وترتيبه فكذلك عند محقّقي أهل السنة ، للقطع بأنّ العادة تقضي بالتواتر في تفاصيل مثله ، لأنّ هذا المعجز العظيم الذي هو أصل الدين القويم ، والصراط المستقيم ، ممّا توفّرت الدواعي علىٰ نقل جمله وتفاصيله ، فما نقل آحاداً ولم يتواتر ، يقطع بأنّه ليس من القرآن قطعاً » (٢).
١٠ ـ ويقول الإمام الشيخ محمد جواد البلاغي ، المتوفّىٰ سنة ١٣٥٢ ه في ( آلاء الرحمن ) : « ولئن سمعت من الروايات الشاذّة شيئاً في تحريف القرآن وضياع بعضه ، فلا تُقِم لتلك الروايات وزناً ، وقلَّ ما يشاء العلم في اضطرابها ووهنها وضعف رواتها ومخالفتها للمسلمين ، وفيما جاءت به في مروياتها الواهية من الوهن ، وما ألصقته بكرامة القرآن ممّا ليس له شَبَه به » (٣).
______________________
(١) كشف الغطاء : ٢٢٩.
(٢) البرهان ـ للبروجردي : ١٢٠.
(٣) آلاء الرحمن ١ : ١٨.