.................................................................................................
______________________________________________________
كما فى قوله تعالى : (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ)(١) ـ فليس فيها مجاز. وسيأتى أن المجاز بالحذف ليس من قسم المجاز المعرّف بأنه : الكلمة المستعملة فى غير ما وضعت له ... إلخ ، بل قسم آخر.
المبحث الثالث : إضافة" اسم" إلى" الله" حقيقية إن أريد من لفظ الجلالة الذات ، وعليه يأتى ما مر من بناء المجاز على المجاز ، وأما إن أريد منه اللفظ فهى بيانية ، والإضافة البيانية مجاز بالاستعارة عندهم ؛ لأن الإضافة البيانية مقابلة للحقيقيّة ، والإضافة نسبة جزئية بمنزلة معنى الحرف ، والاستعارة فى معنى الحرف تبعية ، فكذا ما كان بمنزلته.
وتقريرها أن تقول : إن هيئة الإضافة موضوعة لتخصيص الأول بالثانى أو تعريفه به ، فاستعملت هنا فى تبيين الثانى للأول بأن شبه مطلق نسبة شيء لشيء على أن الثانى مبين للأول بمطلق نسبة شيء لشيء ، على أن الثانى مخصص أو معرف للأول بجامع مطلق التعلق فى كلّ ، فسرى التشبيه للجزئيات ، فاستعير صورة الإضافة الموضوعة للنسبة الجزئية المفيدة للتعريف والتخصيص ، للنسبة الجزئية المفيدة للبيان على سبيل الاستعارة التصريحية التبعية.
المبحث الرابع : لفظ الجلالة علم على الذات العلية علم شخصى لا جنسى ، وقد اختلف فى الأعلام الشخصية : فقيل : إنها حقيقة ؛ لأنها استعملت فيما وضعت له ، وقيل : إنها واسطة بين الحقيقة والمجاز ؛ لأنهما من خواص الأمور الكلية ، والأعلام الشخصية موضوعة لمعان جزئية ، فعلى القول الأول لفظ الجلالة حقيقة ، وعلى الثانى لا حقيقة ولا مجاز ، بل واسطة بينهما.
المبحث الخامس : حقيقة الرحمة رقة فى القلب وانعطاف تقتضى التفضل والإحسان ، وهى مستحيلة عليه سبحانه وتعالى ، فيراد منها لازمها ، وهو التفضل والإحسان ، واشتق منها بهذا المعنى رحمان ورحيم بمعنى : متفضل ومحسن ، فهو مجاز
__________________
(١) يوسف : ٨٣.