الغنى ، مسعود بن عمر المدعو بسعد ...
______________________________________________________
ألا كلّ شىء ما خلا الله باطل |
|
... |
(قوله : الغني) بالجر صفة لله ، أى : المستغنى عن كلّ شيء ، فهو سبحانه منزه عن الاحتياج ، وبين الفقر والغنى من المحسنات البديعية جناس الطباق ، وفى كلامه إشارة إلى أن ما عليه الحادث نقيض ما عليه القديم. ويصح قراءته بالرفع صفة ثانية للعبد ، أى : المستغنى به تعالى عن كل ما سواه تعالى ؛ وعلى هذا ففيه إيهام التضاد. (قوله : مسعود بن عمر) بدون تنوين ؛ لأن العلم الموصوف بابن يحذف تنوينه سواء كان العلم اسما أو كنية أو لقبا ، وهو بدل من العبد الفقير أو عطف بيان ؛ لأن نعت المعرفة إذا قدم عليها أعرب بحسب العوامل ، وأعربت بدلا منه أو عطف بيان وانعكس الأمر فصار التابع متبوعا ، بخلاف نعت النكرة إذا قدم عليها فإنه ينصب على الحال غالبا ، وتبقى النكرة على ما هى عليه من الإعراب ، كما فى قوله : (١) :
لمية موحشا طلل |
|
... |
ومن غير الغالب قد يعامل نعت النكرة معاملة نعت المعرفة كما فى قولك : ما مررت بمثلك أحد.
(قوله : المدعو بسعد) أى المسمى بسعد ، وكما أن التسمية تتعدى للمفعول الثانى بالباء كما تتعدىّ بنفسها ، كذلك الدعاء الذى بمعناها تارة يتعدى للمفعول الثانى بالباء قال تعالى : (وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها)(٢) أى : سموه ، وتارة يتعدى له بنفسه قال تعالى : (أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى)(٣) ، وعلى فرض عدم تعديته بالباء يكون ضمّن الدعاء معنى الاشتهار تضمينا نحويّا أو بيانيّا فعداه بالباء ، أو ضمنه معنى التسمية تضمينا بيانيّا لا نحويّا ؛ لأنّ الدعاء بمعناها وضعا فلا معنى لإشرابه معناها. وعلى
__________________
(١) صدر بيت من الوافر المجزوء ، وهو لكثير عزة فى ديوانه ص ٥٠٦ ، وخزانة الأدب ٣ / ٢١١ ، وفى شرح ديوان الحماسة للمرزوقى ص ١٦٦٤ ، ١٨٢٥ ، وهو يروى أحيانا : لعزّة.
(٢) الأعراف : ١٨٠.
(٣) الإسراء : ١١٠.