فالمسند المحذوف هنا فعل وفيما سبق اسم أو جملة. (وقوله تعالى : (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ)(١) يحتمل الأمرين) حذف المسند أو المسند إليه ....
______________________________________________________
والحاصل أن الضمير البارز هو نفس المتصل الذى كان فاعلا. غايته أنه تغير من الاتصال إلى الانفصال فهو فاعل ، فقوله : لو أنتم تملكون : جملة فعلية (قوله : على ما هو القانون) أى : القاعدة (قوله : فالمسند المحذوف هنا فعل) أى : لا غير (قوله : وفيما سبق) أى : قوله : إن محلا وإن مرتحلا. وقوله : اسم ، أى : إن قدر متعلق الجار اسم فاعل ، وقوله : أو جملة أى إن قدر متعلق الجار فعلا ، وقوله : فالمسند المحذوف : ـ إشارة لنكتة ذكر هذا المثال. أى أن سبب إيراده هو هذا ، ويمكن أن سبب إيراده التنبيه على أن المحذوف فيه مجرد المسند لا المسند والمسند إليه بأن يكون أنتم تأكيدا لفاعل محذوف مع فعله ؛ لأنه لم يثبت كثرة الحذف فيما يغنى عنها.
(قوله : (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ) الصبر الجميل هو الذى لا شكاية معه إلى الخلق ، وإن كان معه شكوى إلى الخالق كما قال يعقوب : (إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللهِ)(٢) والهجر الجميل : هو الذى لا أذى معه ، والصفح الجميل : هو الذى لا عتاب معه ، وبه يعلم الصبر والهجر والصفح غير الجميلات ، والصبر : حبس النفس عن الجزع الذى هو إطلاق داعى الهوى فيسترسل برفع الصوت وضرب الخدود وشق الجيوب والمبالغة فى الشكوى وإظهار الكآبة وتغيير العادة فى الملبس والمطعم (قوله : ويحتمل الأمرين) أى : بل الثلاثة وثالثها أن يكون من حذفهما معا أى : فلى صبر وهو جميل ، والحاصل أن فى المحذوف احتمالات ثلاثة كل منها مناسب للمقام وفى المقام إشكال ؛ وذلك لأن كل حذف لا بد له من قرينة دالة عليه فالقرينة إن دلت على المسند لم يمكن أن تدل على المسند إليه وبالعكس ولا يمكن أن تدل عليهما معا عند حذفهما ، وأجاب سم : بأنه يجوز أن يكون هناك قرينتان تدل إحداهما على حذف المسند لمناسبة بينها وبينه والأخرى
__________________
(١) يوسف : ١٨.
(٢) يوسف : ٨٦.