ويجوز أن يكون مبتدأ والمحذوف خبره والجملة بأسرها عطف على جملة إن مع اسمها وخبرها.
(و) ك (قوله :
______________________________________________________
الثانى : أن فيه العطف على معمولى عاملين مختلفين ؛ وذلك لأن قيار عطف على اسم إن باعتبار محله ، والعامل فيه الابتداء وخبره عطف على خبر إن والعامل فيه إن والعطف المذكور غير جائز فى مثل هذه الصورة على الصحيح ؛ لأن الواو حرف ضعيف ولا يقوى على عمل عاملين مختلفين.
وقد يجاب عن الأول بأن الخبر عن المعطوف المقدر يعتبر بعد خبر إن المذكور ويقدر بعده ، وعن الثانى : بأن ذلك الخبر المقدر مرفوع بالابتداء ، وذلك لأنه إذا لم يعتبر عطفه على خبر إن ، بل عطف المبتدأ فقط على محل اسم إن فظاهر ، وإن اعتبر معطوفا عليه فإنه يكون معطوفا على لفظه ؛ لأن إن اعتبرت فى حكم العدم فكان الرافع لاسمها وخبرها هو الابتداء ويكون من عطف المفردين على المفردين ، ولا يصح أن يقال : إنه إذا اعتبر عطف الخبر المقدر على خبر أن يكون عطفا على محله دون لفظه لأجل أن يتحد عامل المعطوفين ، وعامل المعطوف عليهما وهما اسم إن وخبرها ؛ لأن العطف على محل خبر إن لم يوجد فى كلامهم ـ كذا أفاده عبد الحكيم وتأمله ، وإنما كان الرافع لذلك الخبر المقدر الابتداء ؛ لأن جواز العطف على المحل بدون محرز قول الكوفيين وهم يقولون الابتداء رافع للجزأين.
(قوله : ويجوز أن يكون إلخ) هذا الوجه نفس ما سبق فى قوله فالمسند إلى قيار لكن أعاده لأجل إفادة أنه من عطف الجمل لا من عطف المفردات كما فى الوجه الذى قبله ، والحاصل أن البيت يحتمل احتمالات أربعة اثنان جائزان ، واثنان ممنوعان ؛ فالجائزان : جعل قيار مبتدأ خبره محذوف ، والجملة بأسرها اسم إن وخبرها ، أو جعل قيار عطفا على محل اسم إن ويقدر له خبر عطف على خبر إن والممنوعان : جعل قيار مبتدأ خبره لغريب وخبر إن محذوف ، أو جعل قيار عطفا على محل اسم إن ولغريب خبر عنهما (قوله : على جملة إن إلخ) فى الحقيقة لا دخل لأن فى الجملة (قوله : وكقوله إلخ)