سنة واحدة وأبو محمد عبد الله بن الحسين الكاتب بن القطربلي ومحمد بن أبي الازهر ماتا جميعا قبل أن يترعرع المتنبي ويعرف.
وهذا المتنبي الذي أحضره علي بن عيسى هو رجل من أهل أصبهان تنبأ في أيام المقتدر ، يقال له أحمد ابن عبد الرحيم الاصبهاني ، ووجدت ذكره هكذا منسوبا في كتاب عبيد الله بن أحمد بن طاهر الذي ذيل به كتاب أبيه في تاريخ بغداد
أخبرني ياقوت بن عبد الله الحموي قال : وقع لي كتاب مصنف في أخبار أبي الطيب صغير الحجم تصنيف الاستاذ (٣٤ ـ ظ) أبو القاسم عبيد الله بن عبد الرحيم الاصبهاني ، وذكر فيه ادعاءه النبوة ، وقال فيه : وقد هجاه الشعراء بذلك فقال الضب الضرير الشامي فيه :
أطللت يا أيها الشقي دمك |
|
لا رحم الله روح من رحمك |
أقسمت لو أقسم الامير علي |
|
قتلك قتل العشار ما ظلمك |
ويروى قبل العشاء ، فأجابه المتنبي فقال :
إيها أتاك الحمام فاخترمك |
|
غير سفيه عليك من شتمك |
همك في أمرد تقلّب في |
|
عين دواة من صلبه قلمك |
وهمّتي في انتضاء ذي شطب |
|
أقد يوما بحده أدمك |
فاخسىء كليبا واقعد على ذنب |
|
وأطل بما بين أليتيك فمك (١) |
قال : وهجاه شاعر آخر فقال ـ وقيل هو الضب أيضا :
قد صح شعرك والنبوة لم تصح |
|
والقول بالصدق المبين يتضح |
الزم مقال الشعر تحظ برتبة |
|
وعن التنبي لا أبا لك فانتزح |
تربح دما قد كنت توجب سفكه |
|
إن الممتع بالحياة لمن ربح |
__________________
(١) ليس في ديوانه.