أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الاخضر البغدادي في كتابه قال : أخبرنا الرئيس أبو الحسن علي بن علي بن نصر بن سعيد البصري قال : أخبرنا أبو البركات محمد بن عبد الله بن يحيى الوكيل قال : أخبرنا علي بن أيوب بن الحسين بن الساربان قال : وخرج يعني المتنبي من شيراز لثمان خلون من شعبان قاصدا الى بغداد ثم الى الكوفة ، حتى اذا بلغ دير العاقول (١) وخرج منه قدر ميلين ، خرج عليه فرسان ورجاله من بني أسد وشيبان فقاتلهم مع غلامين من غلمانه ساعة وقتلوه ، وقتل معه أحد الغلامين وهرب الآخر ، وأخذوا جميع ما كان معه ، وتبعهم ابنه المحسّد طلبا لكتب أبيه فقتلوه أيضا ، وذلك كله يوم الاثنين لثمان بقين من رمضان سنة أربع وخمسين وثلاثمائة (٤٩ ـ و).
أنبأنا زيد بن الحسن الكندي قال : أخبرنا أبو منصور بن زريق قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال : خرج المتنبي الى فارس من بغداد فمدح عضد الدولة وأقام عنده مدة مديدة ، ثم رجع يريد بغداد فقتل في الطريق بالقرب من النعمانية في شهر رمضان سنة أربع وخمسين وثلاثمائة (٢).
وقرأت في تاريخ أبي محمد عبد الله بن أحمد الفرغاني : لما هرب المتنبي الشاعر من مصر وصار الى الكوفة فأقام بها ، وصار الى ابن العميد فمدحه ، فقيل انه صار اليه منه ثلاثون ألف دينار ، وقال له : تمضي الى عضد الدولة ، فمضى من عنده اليه ، فمدحه ووصله بثلاثين ألف دينار ، وفارقه على أن يمضي الى الكوفة يحمل عياله ويجيء معهم إليه ، وسار حتى وصل الى النعمانية (٣) بازاء قرية تقرب منها يقال لها بنورا ، فوجد أثر خيل هناك فتنسم خبرها فاذا خيل قد كمنت له ، فصادفته لانه قصدها فطعن طعنة نكس عن فرسه ، فلما سقط الى الأرض نزلوا
__________________
(١) كان على دجلة بينه وبين بغداد خمسة عشر فرسخا. معجم البلدان.
(٢) تاريخ بغداد : ٤ ـ ١٠٥.
(٣) بليدة بين واسط وبغداد. معجم البلدان.