(وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ)
لتطبيق الحق وتحكيمه ، ومن طبيعة المؤمن الصادق انه لا يفكر في حدود نفسه فاذا وجد الأمن والسلام نسي الآخرين ، إنما يحمل ألم مجتمعة وأمته ويعتبره ألمه ، ويجاهد من أجل خلاصهم من ربقة الجهل والفساد والظلم من منطلق شرعي وانساني ، وحيث يصل دار الهجرة لا يتفرج على الصراع الدائر بين الحق المتجسد في الحركات الرسالية وقياداتها ، والباطل المتجسد في القوى والأنظمة والمؤسسات الاستكبارية ، إنما يعتبر نفسه معنيّا بالصراع ، ومسئولا عن الإنتصار للحق.
(أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)
في إيمانهم ، والمصداق الحقيقي للمهاجر كما يراه الإسلام. أمّا الذي يبحث في المهجر عن حطام الدنيا ، وراحة النفس ، ولا ينصر الحق فليس بصادق في دعوى الهجرة ، ولا مصداقا للمهاجر.
ولقد كانت قسمة الرسول في الفيء حيث جعله للمهاجرين قسمة منطقية ، لأنهم فقراء من الناحية المادية ، ولأنهم صودرت أموالهم ودورهم ، ولأنهم كانوا صادقين.
ولعل هذا الموقف النبيل من الإسلام والقيادة الرسالية في التاريخ من المهاجرين ، وكذلك موقف الأنصار يهدينا الى ضرورة اعتناء الأمة الإسلامية بأولئك الذين يهاجرون في سبيل الله ، ولخيرها ، بأن تتحمل قسطا من دعمهم المادي ، ودعم حركتهم لتتواصل مسيرتهم ، ويتفرغوا للجهاد بصورة أفضل ، ويحافظوا على استقلالهم ، فإنهم ومشاريعهم أولى بالدعم.