(يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ)
(وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (١)
الثاني : إنهم لا يتعاملون مع ربهم بمقياس الربح والخسارة ، إنما يتعبدون بالتزام القيم تعبد الأحرار الواعين ، فلا يشبع طموحهم المستقبل المادي حتى ولو كان هو الجنة ، بل تراهم يبحثون من خلال الهجرة عن هدف أكبر وهو رضوان الله عزّ وجلّ.
(وَرِضْواناً)
مهما كان ثمن ذلك الرضوان ، من الاعتداء والتعذيب والقتل ، ولو خالف هوى النفس ورضى الأسرة والمجتمع والحاكم ، بل ولو وجدوا أنفسهم بسببه محاربين من كل العالم (كما هو حال الحركات الرسالية الاصيلة ، والقيادات المؤمنة المخلصة المهاجرة ، التي تحاربها كل القوى الاستكبارية في العالم ، سياسيّا واجتماعيّا ، واقتصاديا ، وإعلاميا)
الثالث : نصرة الحق لأنها الطريق إلى رضوان الله ، بالانتماء الى صفوف الحركات الرسالية المجاهدة ، والانضواء تحت راية القيادة الرسالية التي تسعى لإقامة حكم الله ، وطمس معالم الباطل من على وجه الأرض وفي المجتمع والنفوس ـ باعتبار انها القناة الأصح والأفضل لنصرة الحق ـ فإن المؤمنين لا يعتبرون مصادرة ممتلكاتهم أو هجرتهم عنها يسقط عنهم الواجب ، ولا يعتبرون دار الهجرة نهاية المطاف ، ومحلّا مناسبا للممارسة الشعائر والعبادات الاعتيادية كالصوم والصلاة والخمس ، وانما يعتبرونها منطلقا لمسيرة جهادية مباركة.
__________________
(١) الحديد / ٢٩