وكان عبد الله بن أبي بقرب المدينة ، فلمّا أراد أن يدخلها جاءه ابنه عبد الله بن عبد الله بن أبي حتى أناخ على مجامع طرق المدينة فقال : مالك ويلك؟ قال : والله لا تدخلها إلّا بإذن رسول الله ، ولتعلمنّ اليوم من الأعزّ ومن الأذلّ ، فشكا عبد الله ابنه إلى رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ فأرسل إليه أن : خلّ عنه يدخل ، فقال : أمّا إذا جاء أمر رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ فنعم ، فدخل ، فلم يلبث إلّا أيّاما قلائل حتى اشتكى ومات ، فلمّا نزلت هذه الآيات وبان كذب عبد الله قيل له : نزل فيك آي شداد فاذهب إلى رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ يستغفر لك ، فلوّى رأسه ، ثم قال : أمر تموني أن أؤمن فقد آمنت ، وأمرتموني أن أعطي زكاة مالي فقد أعطيت ، فما بقي إلّا أن أسجد لمحمد؟! فنزل : «وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا» .. إلى قوله : «وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ» (١).
__________________
(١) مجمع البيان / ج ١٠ ص ٢٩٣ – ٢٩٥