منسوخ بغير زال وأخواته ضمير خبر ، أو وصف ، قال أبو حيان : أو حال أتبع العائد جوازا ، وصاحبه اختيارا ، وكذا مضاف ومضاف إليه.
(ش) عبرت بالمستثنى كابن مالك في «التسهيل» خلاف تعبير النحاة سيبويه فمن بعده بالاستثناء ؛ لأن الباب للمنصوبات والمستثنى أحدها ، لا الاستثناء كما ترجم في بقية الأبواب بالمفعول والحال دون المفعولية والحالية ، قال أبو حيان : أجرى ابن مالك الباب على ما قبله من المفعول معه ، فكما بوب لما بعد واو (مع) بالمفعول معه كذلك بوب لما بعد (إلا) وشبهها بالمستثنى.
وحدّه : المخرج بإلا أو إحدى أخواتها تحقيقا أو تقديرا من مذكور أو متروك بشرط الفائدة.
فالمخرج شامل لجميع المخصصات ، وبإلا يخرج ما عدا المستثنى منها ، وتحقيقا هو المتصل ، فإن بعض المخرج منه نحو : قام إخوانك إلا زيدا ، وتقديرا هو المنقطع نحو : (ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّباعَ الظَّنِ) [النساء : ١٥٧] ، فإن الظن وإن لم يدخل في العلم تحقيقا ؛ لأنه ليس بعضه فهو في تقدير الداخل فيه ؛ إذ هو مستحضر بذكره ؛ لقيامه مقامه في كثير من المواضع ، فهو حين استثني مخرج مما قبله تقديرا ، ومن هذا القبيل : (إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ) [الحجر : ٤٢] إذا لحظ في الإضافة معنى الإخلاص ، (لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ) [هود : ٤٣](وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ) [النساء : ٢٢] ؛ لأن السابق زمانه لا يصح دخوله ، ومثال المذكور ما تقدم والمتروك ما ضربت إلا زيدا ، أي : أحدا.
وقولنا : «بشرط الفائدة» لبيان أن النكرة لا يستثنى منها في الموجب ما لم تفد ، فلا يقال : جاء قوم إلا رجلا ، ولا قام رجال إلا زيدا ؛ لعدم الفائدة ، فإن أفاد جاز ، نحو :(فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً) [العنكبوت : ١٤] ، وقام رجال كانوا في دارك إلا رجلا ، والفائدة حاصلة في النفي للعموم نحو : ما جاءني أحد إلا رجلا أو إلا زيدا ، وكذا لا يستثنى من المعرفة النكرة التي لم تخصص نحو : قام القوم إلا رجلا ، فإن تخصصت جاز نحو : قام القوم إلا رجلا منهم.
ثم المنقطع يقدر عند البصريين ب : (لكن) المشددة ؛ لأنه في حكم جملة منفصلة عن الأولى ، فقولك : ما في الدار أحد إلا حمارا في تقدير لكن فيها حمارا ، على أنه استدراك مخالف ما بعد (لكن) فيه ما قبلها ، غير أنهم اتسعوا فأجروا (إلا) مجرى (لكن) ، ولما